Categories
Uncategorized

نجم حماس يرتفع

Northern Gaza Strip November 15, 2012
Northern Gaza Strip November 15, 2012. Photo: marsmet543/flickr.

مدينة غزة ــ يبدو أن حماس، حركة المقاومة السياسية التي حكمت غزة منذ عام 2007، خرجت من الجولة الأخيرة من القتال مع إسرائيل وقد تعزز موقفها الإقليمي إلى حد كبير. وفي الوقت نفسه، تواجه الحركة تساؤلات جديدة حول قدرتها على الاستفادة من الفرصة الدبلوماسية التي اكتسبتها.

الواقع أن رد حماس القوي على العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة في نوفمبر/تشرين الثاني، والذي شمل سقوط صواريخ بالقرب من تل أبيب والقدس، أظهر التزامها بقيمتها الأساسية المتمثلة في الصمود. وعلاوة على ذلك، ففي أعقاب الاشتباك الذي دام ثمانية أيام، دخل خالد مشعل زعيم حماس المنفي منذ زمن بعيد، والذي لم يجرؤ من قبل قط على إظهار نفسه علنا أمام إسرائيل، دخل غزة من مصر. وباستعراضه مزهواً بالانتصار عبر الشوارع، عزز خالد مشعل ــ في الداخل والخارج ــ فكرة انتصار حماس.

وخارج غزة، كان صعود الإسلام السياسي في دول الربيع العربي، وخاصة في مصر وتونس، سبباً في خلق جوار أكثر تأييداً وتودداً لحركة حماس. وعلى نحو حاسم، اشتملت مفاوضات القاهرة التي أفضت إلى وقف إطلاق النار مع إسرائيل على اتصال دبلوماسي مباشر عالي المستوى بين مصر وحماس ــ وهو تحول جوهري عن موقف الرئيس المصري السابق حسني مبارك المعلن المناهض لحماس.

وكانت الزيارات التي قام بها إلى غزة أمير قط ووزير خارجية تركيا، فضلاً عن زعماء إقليميين آخرين، سبباً في تعزيز مكانة حماس الجديدة. وإظهار الدعم لحماس يعني الآن بناء المصداقية في الداخل، الأمر الذي يخلق الفرصة للحصول على تبرعات كبيرة من الدول العربية والإسلامية لتمويل إعادة تعمير غزة.

وعلى النقيض من هذا، أصبح محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية الذي تبنى مفاوضات السلام مع إسرائيل وتخلى عن الصراع المسلح، أكثر عزلة من أي وقت مضى، على الرغم من نجاحه في ترقية وضع فلسطين في الأمم المتحدة إلى “دولة مراقبة غير عضو” بعد أيام فقط من انتهاء القتال في غزة. في البداية كان رد فعل حماس متشككاً في طلب الحصول على وضع الدولة، ولكنها أيدته بعد وقف إطلاق النار، نظراً لتوقعاتها بأنها سوف تكون قادرة على استغلال وضع فلسطين بعد ترقيته.

ورغم هذا فإن الأحداث الأخيرة، جنباً إلى جنب مع تضاؤل موارد السلطة الفلسطينية، أدت إلى تراجع مصداقية عباس بين الفلسطينيين، الذين باتوا ينظرون إليه على نحو متزايد باعتباره رجلاً يائسا. وأدى إعلان إسرائيل بعد التصويت في الأمم المتحدة عن إنشاء مستوطنات جديدة حول القدس إلى إضعاف موقف عباس بدرجة أكبر. والواقع أن وقت عباس ينفد بسرعة. والسؤال الوحيد الآن هو من الذي سيحل محله.

وفي الوقت نفسه، تسعى حماس إلى الاستفادة من شعبيتها المتنامية بالفوز بالانتخابات. ففي انتخابات أكتوبر/تشرين الأول الماضي البلدية في الضفة الغربية ــ الأولى منذ ست سنوات ــ احتفظت حركة فتح العلمانية إلى حد كبير في الاحتفاظ بسلطتها من الناحية الفنية؛ ولكن الإقبال على التصويت بنسبة 55% فقط في أعقاب الدعوة التي أطلقتها حماس إلى مقاطعة الانتخابات، عكس تراجع دعم حركة فتح. والآن يُنظَر إلى حماس على نطاق واسع باعتبارها الممثل الحقيقي للطموحات الوطنية الفلسطينية، والقادرة على توحيد الفلسطينيين تحت رايتها.

ولكن هل تستطيع حماس إيجاد أساس للمفاوضات مع إسرائيل؟ مما لا شك فيه أن حماس لم تتنازل عن شعار المقاومة؛ ولكنه رغم هذا عدلت من موقفها من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع الوقت. بل إن زعماء حماس أعربوا عن دعمهم لإنشاء دولة فلسطين على أساس حدود 1967، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها.

ويشير هذا التحول التدريجي، مقترناً بتأييد حماس لنهج عباس الدبلوماسي في الأمم المتحدة، إلى أن حماس تعتقد الآن أن الانتصار على إسرائيل عسكرياً أمر غير ممكن. وسوف يكون لزاماً على الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين أن يعملوا على تسوية خلافاتهم والتوصل إلى تسوية دبلوماسية.

لقد أصبحت علامات تحول منظور حماس واضحة بشكل متزايد. فبرغم حفاظ مشعل على موقف متشدد في خطبته في غزة، فإنه في مناقشات خاصة أعرب عن استعداده لقبول قيام دولة فلسطين على أساس حدود 1967. حتى أن مشعل صرح بأنه إذا أعادت إسرائيل النظر في موقفها إزاء مبادرة السلام العربية لعام 2002 ــ التي تدعو العالم العربي إلى الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود في مقابل عودة إسرائيل إلى حدود 1967 ــ فإن حماس ستفعل الشيء نفسه.

ولكن على الرغم من ترحيب مشعل بفكرة المفاوضات مع إسرائيل في المستقبل، فإنه أصر على أن الوقت المناسب لم يحن بعد. إن حماس مقتنعة بأن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة والسلطة، ولن تتفاوض قبل أن تقبل إسرائيل حتمية المطالب الفلسطينية.

ولعل إسرائيل بدأت تستوعب الرسالة. والواقع أن القتال الأخير دفع بعض الساسة الإسرائيليين، مثل جيورا ايلاند مستشار رئيس الوزراء السابق ارييل شارون للأمن القومي، إلى الاعتراف بأن حماس تمثل واقعاً سياسياً لم يعد من الممكن تجاهله. حتى أن ايلاند نصح حكومة إسرائيل بالاعتراف بحكم حماس في غزة، ورفع الحصار، والتفاوض على وقف إطلاق مطول بشكل مباشر مع الحركة. ولكن نجاح مثل هذا النهج يتوقف على استعداد إسرائيل للتعامل مع حماس، التي لا تزال تعتبرها جماعة إرهابية، وعلى إمكانية استمرار الوساطة المصرية.

وهنا، قد تخضع إسرائيل لضغوط متنامية من جانب حليفتها الرئيسية. والواقع أن تقبل أميركا للأحزاب الإسلامية في المنطقة، من حزب النهضة في تونس إلى الإخوان المسلمين في مصر، يشير إلى أن التشكك في الجماعات الإسلامية ربما بدأ يفقد أرضيته. كما يثير نفس الأمر الشكوك حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستحافظ على سياستها الصرامة في عزل حماس.

لقد دلل نجاح الرئيس المصري محمد مرسي في التوسط بين إسرائيل وحماس على أن الإسلاميين من الممكن أن يتخذوا موقفاً مرنا ــ حتى عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. وهناك مجال للاعتدال في مواقف الطرفين، ولكن ينبغي للزعماء على الجانبين أن يُمنحوا الأرضية الصحيحة التي يمكنهم انطلاقاً منها إجراء التعديلات اللازمة.

ترجمة: هند علي          Translated by: Hend Ali

Copyright Project Syndicate

مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة.

For additional reading on this topic please see:

Gaza War II: Hamas’s Tough Choices

Turkey’s Role in Hamas’ Cease-fire – A Sign of Turkish Cooperation or Competition?

Sanctuary in the City? – Urban Displacement and Vulnerability in the Gaza Strip


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s featured editorial content and Security Watch.

Hamas Rising

Northern Gaza Strip November 15, 2012
Northern Gaza Strip November 15, 2012. Photo: marsmet543/flickr.

GAZA CITY – Hamas, the militant political movement that has ruled Gaza since 2007, has emerged from the latest round of fighting with Israel with its regional status significantly enhanced. At the same time, the movement faces new questions about its ability to take advantage of the diplomatic opportunities that it has gained.

Hamas’s forceful response to Israel’s military operation in Gaza in November, which included landing rockets near Tel Aviv and Jerusalem, demonstrated its commitment to its core value of steadfastness. Moreover, in the wake of the eight-day clash, Hamas’s long-exiled leader, Khaled Meshal, who had never before dared to show himself openly to Israel, entered Gaza from Egypt. Parading triumphantly through the streets, he reinforced the idea – at home and abroad – that Hamas had been victorious.

Categories
Uncategorized

El ascenso de Hamás

Northern Gaza Strip November 15, 2012
Northern Gaza Strip November 15, 2012. Photo: marsmet543/flickr.
CIUDAD DE GAZA – Hamás, el movimiento político militante que gobierna Gaza desde 2007, salió de la última ronda de combates con Israel con su posición regional considerablemente fortalecida. Pero al mismo tiempo, se enfrenta a dudas sobre su capacidad de aprovechar las nuevas oportunidades diplomáticas que obtuvo.

La enérgica respuesta de Hamás (que incluyó ataques con cohetes cerca de Tel Aviv y Jerusalén) a la operación militar de Israel en Gaza, ocurrida en noviembre pasado, demostró su compromiso con el principio palestino de firmeza. Además, tras los ocho días de enfrentamientos, el líder de Hamás, Jaled Meshal (que nunca antes había osado mostrarse abiertamente delante de Israel), regresó a Gaza desde Egipto después de un largo exilio. Su desfile triunfal por las calles de la ciudad reforzó la idea (tanto dentro como fuera de Gaza) de que la victoria había sido de Hamás.

Fuera de Gaza, el ascenso del islamismo político en los países de la Primavera Árabe (especialmente Egipto y Túnez) creó un entorno más favorable para Hamás. Un elemento crucial de las negociaciones mantenidas en El Cairo de las que surgió el alto el fuego con Israel es que hubo contacto diplomático directo y de alto nivel entre Egipto y Hamás; esto constituye un cambio fundamental respecto de la postura declaradamente contraria a Hamás del ex presidente egipcio Hosni Mubarak.

Las visitas a Gaza del emir de Qatar y del ministro de asuntos exteriores de Turquía, así como de otros líderes regionales, afianzaron aún más la nueva posición del movimiento. Mostrarse del lado de Hamás se ha convertido en un medio para que líderes de países árabes y musulmanes ganen credibilidad interna, algo que Hamás puede aprovechar para conseguir cuantiosas donaciones que financien la reconstrucción de Gaza.

En cambio, Mahmoud Abbas (presidente de la Autoridad Palestina, AP), quien es partidario de mantener negociaciones de paz con Israel y se opone a la lucha armada, está más aislado que nunca; y esto, a pesar del éxito que obtuvo con su iniciativa de promover a Palestina a la condición de “estado observador no miembro” de las Naciones Unidas, apenas unos días después del fin de los combates en Gaza. Aunque al principio Hamás reaccionó con escepticismo a la solicitud de reconocimiento del estado palestino, después del alto el fuego la apoyó, con la esperanza de poder sacar partido de la nueva condición de Palestina.

Como sea, los últimos acontecimientos, sumados al agotamiento de los recursos de la AP, disminuyeron la credibilidad de Abbas entre los palestinos, que lo ven cada vez más desesperado. Para colmo, después de la votación en las Naciones Unidas, Israel anunció la construcción de nuevos asentamientos alrededor de Jerusalén, lo que debilitó todavía más la posición de Abbas. La realidad es que se le está acabando el tiempo, y la única duda es quién lo reemplazará.

Entretanto, la intención de Hamás es capitalizar su creciente popularidad ganando elecciones. Aunque en un sentido técnico, la última votación de octubre para elegir autoridades municipales en Cisjordania (primera elección en seis años) renovó la autoridad del mayoritariamente secular partido Fatah, el llamado de Hamás a boicotear la elección bastó para reducir la asistencia de votantes al 55% del padrón, lo que refleja que Fatah ha perdido apoyo. A ojos de muchos, Hamás aparece como el auténtico representante de las ambiciones nacionales palestinas, y el movimiento está decidido a reunir a los palestinos bajo su bandera.

Pero ¿puede Hamás encontrar una base que le permita negociar con Israel? Aunque en realidad Hamás nunca renunció a su retórica de resistencia, con el tiempo empezó a moderar su postura respecto del conflicto palestino-israelí. De hecho, los líderes de Hamás se han declarado favorables a la creación de un estado palestino según las fronteras de 1967, con capital en Jerusalén Oriental.

Este cambio gradual en la postura de Hamás, sumado a su respaldo a la iniciativa diplomática de Abbas en las Naciones Unidas, indica que el movimiento se ha convencido de la imposibilidad de lograr una victoria militar contra Israel, de modo que los líderes de ambas partes deberán reconciliar sus diferencias y alcanzar un acuerdo diplomático.

Las señales del cambio de punto de vista de Hamás son cada vez más notorias. Por ejemplo, aunque Meshal mantuvo una postura intransigente durante su discurso en Gaza, en conversaciones privadas expresó estar dispuesto a aceptar un estado palestino según las fronteras de 1967. Llegó incluso a declarar que si Israel reconsidera su actitud respecto de la Iniciativa Árabe para la Paz de 2002 (que llama al mundo árabe a reconocer el derecho de Israel a existir, a cambio de que este regrese a las fronteras de 1967), Hamás hará lo mismo.

Pero si bien Meshal aceptó la idea de mantener negociaciones con Israel en el futuro, también sostuvo que todavía es demasiado pronto. Hamás está convencido de que Israel no entiende otro lenguaje que el de la fuerza y el poder, y no negociará hasta que Israel acepte la permanencia de las demandas palestinas.

Es posible que Israel esté empezando a recibir el mensaje. De hecho, el último enfrentamiento llevó a que algunos políticos israelíes (como Giora Eiland, asesor nacional de seguridad del ex primer ministro Ariel Sharón) reconocieran que Hamás es una realidad política que no se puede seguir ignorando. Eiland incluso aconsejó al gobierno de Israel reconocer el gobierno de Hamás en Gaza, levantar el bloqueo y negociar directamente con el movimiento para obtener un alto el fuego duradero. Pero para que esta idea tenga éxito es necesario que Israel esté dispuesto a colaborar con Hamás (al que sigue considerando un grupo terrorista) y que sea viable la mediación de Egipto.

En este sentido, puede ser que Israel reciba cada vez más presión de su principal aliado. En la práctica, el hecho de que Estados Unidos haya aceptado a los partidos islamistas de la región (desde Ennahda en Túnez hasta la Hermandad Musulmana en Egipto) indica que el escepticismo de los grupos islamistas tal vez esté perdiendo sustento, además de plantear dudas sobre la continuidad de la estricta política de aislamiento de Hamás seguida hasta ahora por Estados Unidos.

El éxito logrado por la mediación del presidente egipcio Mohamed Morsi entre Israel y Hamás demostró que los islamistas pueden ser flexibles, incluso cuando se trata de Israel. Las posiciones de ambas partes se pueden moderar, siempre que a sus líderes se les ofrezca una plataforma correcta desde la cual hacer los ajustes necesarios.

Traducción: Esteban Flamini

Copyright Project Syndicate


Mkhaimar Abusada es profesor de ciencias políticas en la Universidad Al Azhar de Gaza.


For additional reading on this topic please see:

Gaza War II: Hamas’s Tough Choices

Turkey’s Role in Hamas’ Cease-fire – A Sign of Turkish Cooperation or Competition?

Sanctuary in the City? – Urban Displacement and Vulnerability in the Gaza Strip


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s featured editorial content and Security Watch.

¿Podrá resistir Pakistán?

Pakistan on a map
Pakistan. Photo: smlp.co.uk/flickr.

ISLAMABAD – Desde mediados de diciembre ha habido en Pakistán una volatilidad política y económica que es extraordinaria, incluso para los estándares de ese país. La frágil estructura política que comenzó a construirse después de que se restableciera el gobierno civil en 2008 se tambalea actualmente.

Una de las principales fuentes de esta inestabilidad es Tahirul Qadri, líder religioso musulmán  de Toronto que llegó a Lahore a principios de diciembre. Diez días después se presentó ante una multitud reunida en la plaza Minar-e-Pakistan, donde un año antes Imran Khan, jugador de cricket ahora convertido en político, había provocado lo que él había llamado de modo no muy exacto, un tsunami político.

Qadri le dio al gobierno de Islamabad un ultimátum de veinte días para acabar con la corrupción rampante del sistema político, reconstituir la Comisión Electoral y nombrar una administración provisional para vigilar las próximas elecciones. Señaló que esa administración debería incluir a tecnócratas, militares retirados y jueces, y que podría permanecer en funciones más allá del plazo constitucional de noventa días. Dijo que a menos que el gobierno tomara esas medidas, encabezaría una marcha de un millón de personas  en la capital.

Cuando el gobierno no cumplió, 50 mil personas tomaron la mítica, Grand Trunk, hacia Islamabad, e hicieron el recorrido de 300 kilómetros en 36 horas. Qadri se dirigió a los participantes en repetidas ocasiones; en discursos plagados de metáforas políticas, se autoproclamó un Mao Tse Tung moderno en una misión para poner en marcha una yihad orientada a purificar el sistema e iniciar una versión pakistaní de la primavera árabe.

El 10 de enero, mientras Qadri planeaba su marcha, extremistas del grupo sunita proscrito, Lashkar-e-Jhangvi,  llevaron a cabo dos atentados suicidas contra la comunidad chiita Hazara en Quetta y mataron a casi un centenar de personas. Los hazara adoptaron los ataúdes de los muertos como símbolo de protesta. Pusieron a los muertos en fila en la calle Alamdaar, que atraviesa el barrio chiita de la ciudad y se negaron a enterrarlos hasta que el gobierno despidiera a los ineptos y corruptos funcionarios locales dirigidos por un nawab que pasa más tiempo en el extranjero o en Islamabad que en la capital provincial. El gobierno cedió y destituyó al ministro y a su gabinete y dejó a la atribulada provincia a cargo del gobernador local.

Cinco días después, la siempre activa Suprema Corte ordenó la detención del primer ministro, Raja Pervez Ashraf  y de otros dieciséis altos funcionarios por su supuesta participación en el llamado caso de la “alquiler de plantas de energía”. El caso data de 2008-2011 cuando Ashraf, ministro de Agua y Energía en ese entonces, fue el encargado de supervisar  contratos de alquiler de generadores eléctricos que se necesitaban para aliviar la escasez de energía que significaba un costo para la  economía del 5% del PIB. Esos contratos fueron por montos muy elevados.

Varios artículos en medios impresos y electrónicos indican que los contratos adjudicados por el Ministerio de Ashraf presentaron irregularidades. El Ministerio de Finanzas recurrió al Banco Asiático de Desarrollo, el cual confirmó que faltaban grandes cantidades de dinero y muchas de las unidades alquiladas generaban mucho menos energía de la prometida. La Suprema Corte tomó nota de las conclusiones del BAD e inició un procedimiento contra Ashraf y otros altos funcionarios, incluidos, varios del Ministerio de Finanzas. Ashraf renunció del Gabinete, pero después volvió como primer ministro.

En tiempos anteriores, habría bastado una crisis mucho menos intensa para que los militares ocuparan la escena política, como sucedió en 1958, 1969, 1977 y 1999. En efecto, el  ejército ha gobernado en Pakistán durante treinta y tres años desde la independencia en 1947.

Sin embargo, esta vez los soldados han permanecido en sus cuarteles por la sencilla razón de que un pueblo más consciente, una sociedad civil activa y unos medios de comunicación libres no tolerarían otra intervención de los militares en la política. Tras casi cinco años de gobierno democrático, Pakistán está en vías de establecer un orden político duradero y representativo.  Si bien no se ha logrado un gobierno limpio y eficiente, entre la población parece haber la esperanza de que trabajando juntos los pakistaníes lograrán salir de los problemas que tiene el país.

El 16 de enero, durante una reunión nocturna en Lahore, la mayoría de los partidos de oposición rechazaron las exigencias de Qadri y pidieron al gobierno que se mantuviera el rumbo hacia las elecciones generales. Un día después el gobierno encontró una forma aceptable para mandar al político predicador –y más importante aún, a sus seguidores– a casa, mediante la promesa de que se daría a la Comisión Electoral tiempo para determinar que los candidatos cumplieran los requisitos establecidos en la Constitución. Así pues, en cierto modo, la llegada de Qadri a Pakistán y su intenso activismo político han servido para algo: ha reforzado la fe del pueblo en un sistema que se construye constantemente.

Traducción de Kena Nequiz

Copyright Project Syndicate

Shahid Javed Burki, fue ministro de Finanzas de Pakistán y vicepresidente del Banco Mundial, actualmente es presidente del Instituto de Políticas Públicas de Lahore.

For additional reading on this topic please see:

Qadri, the Charismatic Cleric – A Creator of Chaos or a Champion of a Cause?

India-Pakistan Peace Process – The Risk of a Breakdown

Pakistan: Countering Militancy in PATA


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s featured editorial content and Security Watch.

باكستان الصامدة؟

Pakistan on a map
Pakistan. Photo: smlp.co.uk/flickr.

إسلام أباد ــ منذ منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول، شهدت باكستان تقلبات سياسية واقتصادية غير عادية حتى بالمعايير الباكستانية. والآن أصبحت البنية السياسية الهشة التي بدأ إنشاؤها في أعقاب عودة الحكم المدني في عام 2008 مزعزعة إلى حد كبير.

وأحد المصادر الأساسي لهذه الاضطرابات هو محمد طاهر القادري، رجل الدين المسلم المقيم في تورنتو والذي وصل إلى لاهور في أوائل ديسمبر. فبعد عشرة أيام من وصوله، خاطب اجتماعاً عاماً حاشداً عند برج باكستان في المدينة، حيث أطلق لاعب الكريكيت الذي تحول إلى السياسة عمران خان قبل عام ما أسماه “تسونامي سياسي”، بما لا يتناسب مع حقيقته.

تحدث القادري عن إعطاء الحكومة في إسلام أباد مهلة عشرين يوماً لتطهير النظام السياسي من الفساد المستشري، وإعادة تشكيل اللجنة الانتخابية، وتعيين حكومة تصريف أعمال للإشراف على الانتخابات المقبلة. وقل إن حكومة تصريف الأعمال هذه لابد أن تضم تكنوقراط، وضباط عسكريين متقاعدين، وقضاة ــ ومن الممكن أن تظل قائمة لفترة أطول من التسعين يوماً التي يسمح بها الدستور. وما لم تتخذ الحكومة هذه الخطوات، فقد تعهد بقيادة مسيرة مليونية إلى العاصمة.

وعندما لم تذعن الحكومة، انطلق نحو خمسين ألف شخص على طريق جراند ترنك الأسطوري إلى إسلام أباد، واستغرقوا 36 ساعة لاستكمال المسافة التي بلغت 300 كيلومتر. وعلى نحو متكرر خاطب القادري المشاركين في المسيرة؛ فأكثر من خلط الاستعارات السياسية، وأطلق على نفسه وصف ماو تسي تونج الجديد الذي خرج في رحلة لإطلاق الجهاد لتطهير النظام وإنشاء نسخة باكستانية من الربيع العربي.

ثم في العاشر من يناير/كانون الثاني، وفي حين كان القادري يخطط لمسيرته، هاجم انتحاريان أرسلتهما جماعة عسكر جهنكوي، وهي جماعة سُنّية محظورة، طائفة شيعة الهزارة في كويتا، فقتلا نحو مائة شخص. وجاء رد الهزارة على الهجوم بجعل نعوش القتلى رمزاً للاحتجاج. فصفوا القتلى على طول شارع ألامدار، الذي يمتد عبر منطقة الطائفة الشيعية في المدينة، ورفضوا دفنهم قبل أن تقيل الحكومة المسؤولين المحليين الفاسدين العاجزين، تحت قيادة النائب المحلي الذي أمضى في الخارج أو في إسلام أباد وقتاً أكثر من ذلك الذي أمضاه في عاصمة المقاطعة. فأذعنت الحكومة أخيراً وأقالت رئيس وزراء المقاطعة ووزارته، ووضعت المقاطعة المضطربة تحت رعاية المحافظ.

وبعد خمسة أيام، قضت المحكمة العليا النشطة في باكستان بإلقاء القبض على رئيس الوزراء راجا برويز أشرف وستة عشر مسؤول كبير آخرين في الحكومة بزعم تورطهم في ما أطلق عليه وصف قضية “استئجار السلطة”. وترجع هذه القضية إلى الفترة 2008-2011، عندما قام أشرف، الذي كان وزيراً للمياه والطاقة في ذلك الوقت، بإبرام عقود ضخمة لتأجير مولدات الطاقة، التي كانت ضرورية لتخفيف نقص الكهرباء الذي كان يكلف الاقتصاد ما يقرب من 5% من الناتج المحلي الإجمالي.

وأشارت عدة تقارير في وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية إلى أن العقود التي منحتها وزارة أشرف كانت مشوبة بالفساد. واستعانت وزارة المالية ببنك التنمية الآسيوي، الذي أكد أن كمية ضخمة من المال تسربت من هذه الاتفاقيات، وأن العديد من الوحدات المؤجرة كانت تولد قدراً من الطاقة أقل كثيراً من المتفق عليه. وعلمت المحكمة العليا بالحقائق التي أعلنها بنك التنمية الآسيوي فبدأت باتخاذ الإجراءات القانونية ضد أشرف وغيره من كبار المسؤولين، بما في ذلك  العديد من موظفي وزارة المالية. واستقال أشرف من الوزارة، فقط لكي يعود في وقت لاحق رئيساً للوزراء.

في أوقات سابقة، كانت أزمات أقل حدة من هذه لتدفع بالمؤسسة العسكرية إلى المسرح السياسي، كما حدث في أعوام 1958، و1969، و1977، و1999. والواقع أن الجيش حكم باكستان لسنوات بلغ مجموعها 33 عاماً منذ استقلال باكستان في عام 1947.

ولكن هذه المرة ظل الجنود في ثكناتهم، لسبب بسيط مفاده أن الشعب الذي استفاق، والمجتمع المدني النشط، ووسائل الإعلام الحرة، لن تتسامح مع مغامرة أخرى يقوم بها الجيش في عالم السياسة. فبعد ما يقرب من خمسة أعوام من الحكم الديمقراطي، أصبحت باكستان على الطريق نحو ترسيخ نظام سياسي دائم وتمثيلي. ورغم أن هذا النظام لم ينتج حتى الآن حكومة نظيفة وفعّالة، فهناك كما يبدو قدر كبير من الارتياح في الاعتقاد الشائع بأن الباكستانيين بالعمل معاً قادرون على إيجاد الوسيلة للخروج من الفوضى التي أصبحت تعيشها البلاد.

وفي اجتماع انعقد في وقت متأخر من الليل رفضت أغلب أحزاب المعارضة في لاهور في السادس عشر من يناير مطالب القادري، في حين طالبت الحكومة بمواصلة مسيرتها إلى الانتخابات العامة. وبعد يوم واحد، وجدت الحكومة صيغة تحفظ لها ماء وجهها لإرسال السياسي الواعظ ــ والأهم منه أتباعه ــ إلى بلدته، مع الوعد بأن اللجنة الانتخابية سوف تُمنَح الوقت اللازم لتحديد أهلية المرشحين بموجب المواد الدستورية ذات الصلة. وعلى هذا فإن وصول القادري إلى باكستان، ونشاطه السياسي المكثف، كان على نحو ما خادماً لغرض معين: فقد عزز ثقة الناس في النظام الذي يواصلون بناءه.

ترجمة: أمين علي          Translated by: Amin Ali

Copyright Project Syndicate

شهيد جاويد بوركي وزير المالية الباكستاني السابق، ونائب رئيس البنك الدولي سابقا، ويشغل حالياً منصب رئيس معهد السياسة العامة في لاهور.

For additional reading on this topic please see:

Qadri, the Charismatic Cleric – A Creator of Chaos or a Champion of a Cause?

India-Pakistan Peace Process – The Risk of a Breakdown

Pakistan: Countering Militancy in PATA


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s featured editorial content and Security Watch.