طائرات بلا طيار في الصحراء

Military drone
Military drone. Image by CliffStreetPhotography/flickr

تل أبيب ــ قبل فترة بسيطة، اخترقت طائرة بدون طيار المجال الجوي الإسرائيلي من البحر الأبيض المتوسط. ولقد سُمِح لها بالتحليق لمدة نصف ساعة تقريباً فوق جنوب إسرائيل قبل أن تقوم القوات الجوية الإسرائيلية بإسقاطها فوق منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة. وليس من المعروف حتى الآن من الذي أرسل الطائرة ومن أين أقلعت، ولكن من المفترض الآن أنها أطلقت من لبنان، إما بواسطة حزب الله، الذي يعمل في خدمة إيران، أو بواسطة قوات تابعة للنظام الإيراني ذاته.

وإذا كانت هذه هي الحال حقا، فلا ينبغي لنا أن نعتبر هذه الواقعة مجرد حدث آخر في منطقة محفوفة بالصراعات والعنف. بل إنها، على العكس من ذلك، بمثابة نافذة كبيرة تطل على الساحة حيث يدور الصراع حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني.

والآن تعمل عدة تطورات وقوى مختلفة على تشكيل هذه الساحة. ومن بين هذه التطورات ذلك القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي أعلنه في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الشهر الماضي، بتعليق تهديده بشن عملية عسكرية من جانب واحد ضد المنشآت النووية في إيران. فقال إن إسرائيل سوف تعطي الولايات المتحدة وبقية المجتمع الدولي الفرصة لوقف تقدم إيران بوسائل أخرى حتى ربيع أو أوائل صيف عام 2013.

وهناك تطور آخر يتمثل في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. فبعد نجاح المنافس الجمهوري مت رومني في المناظرة الأولى تحسنت فرصه وارتفعت احتمالات استقرار إدارة جديدة على رأس السلطة في الولايات المتحدة قبل أن يتم اتخاذ أية قرارات كبرى بشأن القضية النووية الإيرانية.

وفي إيران يمضي النظام في طريقه، ولكن من الواضح أنه تعرض لضرر كبير بسبب الأزمة الاقتصادية (الناتجة إلى حد كبير عن العقوبات الدولية)، والاحتجاجات الشعبية، والمشاحنات الداخلية ــ فأصبح مولعاً بالقتال نتيجة لهذا. وبعد عدة أشهر من الاستماع إلى الخطاب عن الحرب من جانب إسرائيل (والولايات المتحدة بدرجة ما)، بدأ النظام في إطلاق خطب التهديد الرنانة في محاولة للدفاع عن كرامة النظام الذي يعتبر نفسه وريثاً لتقاليد الإمبراطورية الفارسية المجيدة.

وبدأ العديد من المتحدثين الرسميين الإيرانيين بتهديد إسرائيل ليس فقط بالرد الساحق على أي هجوم محتمل، بل وأيضاً بشن ضربة وقائية. ووفقاً لتهديداتهم فإن إسرائيل لن تعاقب على أي هجوم فحسب، بل إنها ستمحى من الوجود.

وكان هذا الموقف مصحوباً بخط أكثر تشدداً بالتدخل العسكري في الحرب الأهلية السورية، والذي ردد صداه وكيل إيران اللبناني حزب الله. لبعض الوقت، تحت وطأة الحرب الأهلية السورية ــ ومع استشعار وخز الألم المتخلف عن الحرب مع إسرائيل في عام 2006 ــ كان حسن نصر الله زعيم حزب الله حريصاً على عدم الظهور كثيراً وتخفيف نبره خطابه. ولكن هذه لم تعد الحال الآن.

ومن ناحية أخرى، يرسل النظام الإيراني مجموعة متنوعة من الإشارات التي يعرب فيها عن رغبته في تجديد المفاوضات النووية. ومن بين الأمثلة على ذلك كان الإعلان عن تحويل بعض المخزون من اليورانيوم المخصب لأغراض البحث الطبي؛ أو بعبارة أخرى، فإن وتيرة تخصيب اليورانيوم وفقاً لرسالة النظام من الممكن أن تتباطأ. ولكن عند هذه المرحلة لا يوجد ما يشير إلى أن إيران مهتمة بأكثر من تخفيف الضغوط الخارجية ووطأة العقوبات.

والواقع أن الطائرة بدون طيار، التي أسقطت ليس بعيداً عن منشآت إسرائيل النووية في ديمونة، تتناسب مع هذه المحاولات. فقد كان إرسال طائرة بدون طيار في الاتجاه العام لديمونة بمثابة الأداة لتعزيز لغة الحرب من جانب إيران والتهديد بتوجيه ضربات مميتة إلى إسرائيل. وإذا كان التفاوض هو الهدف، فإن إرسال الطائرة بدون طيار كان بمثابة مقدمة ممتازة للمطالبة بأن يتم التعامل مع البرنامج النووي الإيراني باعتباره جزءاً من جهود أكبر لحظر الأسلحة النووية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

وهناك جانبان آخران مزعجان فيما يتصل بمسألة الطائرة بدون طيار. الأول أنها تُعَد إشارة واضحة إلى أن حزب الله هو حقاً الذراع الطويلة للنظام الإيراني ــ قاعدته على البحر الأبيض المتوسط وعلى حدود إسرائيل. والاحتجاج من حين لآخر بأنه يمثل حركة سياسية لبنانية أصيلة، ترتبط بإيران ولكنها في نهاية المطاف لبنانية، غير صحيح ببساطة.

والثاني أن وصول الطائرة من البحر الأبيض المتوسط يؤكد على الخطر المتمثل في قدرة المنظمات الإرهابية المزودة بمعدات حديثة فتاكة على إحداث إضرار “من دون عنوان المرسل”. قبل بضعة أسابيع فقط، أعرب بعض المراقبين من خشيتهم من أن يُقدِم النظام السوري المتداعي على نقل جزء من ترسانته من أسلحة الدمار الشامل إلى حزب الله، أو أن يقع جزء من هذه الترسانة بين أيدي جهاديين. وكانت إحدى الحجج ضد البرنامج النووي الإيراني هي أن النظام قد ينقل بعض المواد الانشطارية إلى حزب الله وأمثاله لكي يستخدم في تصنيع “القنابل القذرة” المشعة.

هناك أربعة عناصر لابد أن تشتمل عليها أي استراتيجية فعّالة في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني: المفاوضات الحقيقية بدلاً من اللقاءات العاطلة مرة كل بضعة أسابيع؛ وفرض عقوبات صارمة على إيران ولكن من دون الثغرات الواسعة التي تعيبها اليوم؛ والتهديد الحقيقي بالعمل العسكري؛ وإيجاد مخرج يحفظ لزعماء إيران ماء وجوههم.

والواقع أنها استراتيجية قابلة للتطبيق حقا، ولكن من الواضح الآن أن الولايات المتحدة فقط هي القادرة على تنفيذها. ولا نملك إلا أن نأمل أن يتحرك الأميركيون في الوقت المناسب.

ترجمة: هند علي          Translated by: Hend Ali

حقوق النشر: بروجيكت سنديكيت، 2012.


إيتامار رابينوفيتش سفير إسرائيل الأسبق إلى الولايات المتحدة (1993-1996)، ويعمل حالياً في جامعة تل أبيب، وجامعة نيويورك، ومؤسسة بروكنجز.

For additional reading on this topic please see:

The Military Utility of Drones

The Potential for Israeli Military Action Against Iran’s Nuclear Facilities

Iran in Perspective


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s featured editorial content and Security Watch.

الاخت العزيزة تختفي

A quick break at marching practice North Korea
A quick break at marching practice North Korea. Photo: Joseph A Ferris III/flickr.

طوكيو- ان شبه الجزيرة الكورية تعيش حالة قلق ففي ديسمبر سوف يتوجه الكوريون الجنوبيون الى صناديق الاقتراع لاختيار خليفة الرئيس لي ميونج- باك علما ان السباق الانتخابي قد اصبح حاليا سباق بين ثلاثة مرشحين . اما الصين فهي تسعى وبشكل انتهازي الى استغلال التوتر الاخير في النزاع على الاراضي بين كوريا الجنوبية واليابان من اجل التودد للحكومة الكورية الجنوبية في سول ولكن اهم تلك الاحداث هو ان احد اعمدة الدكتاتورية في كوريا الشمالية قد بدأت الان بالتصدع  في وقت يتوجب على البلاد فيه التعامل مرة اخرى مع ازمة نقص غذائي حادة من صنع الانسان .لقد نشرت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية في 25 سبتمبر اشاعات بإن كيم كيونج-هوي شقيقة الراحل ” الزعيم العزيز كيم يونج –ايل” وعمة الزعيم الحالي كيم يونج اون وهو في العشرينات من عمره ،مريضة للغاية . لم يتم تأكيد تلك التقارير ولكن اسمها لم يكن واردا في قائمة الحضور للاجتماع الاخير للجمعية الشعبية العليا علما انه في كوريا الشمالية السرية فإن هذا يبدو على انه اشارة واضحة على ان هناك شيء يتم تحضيره . لقد تمت الاشارة الى سنغافورة والصين في دوائر الاستخبارات الاسيوية كاماكن علاجية ممكنة لكيم كيونج –هوي.

بعد وفاة شقيقها كيم يونج –ايل في العام الماضي ، كان عادة ما يتم مشاهدة كيم كيونج –هوي وهي ترافق ابن شقيقها في جولاته التفقدية في طول البلاد وعرضها. ان اختفائها المفاجىء قد اثار تكهنات تتعلق بضعف ” نظام الجنرال الشاب ” وبالرغم من انها معروفة بولعها الشديد بشرب الخمر فأنه كان ينظر اليه على نطاق واسع بانها القوة الداعمة لتاج كيم يونج اون.

ان مما لا شك فيه ان حقيقة اختفاءها سوف تبقى ضبابية لبعض الوقت . لقد قيل ان كيم يونج-ايل قد توفي بشكل مفاجىء بعد تعرضه لنوبه قلبية بالرغم من انه كان يحتضر بسبب اصابته بالسرطان لوقت طويل وهي حيلة كان الهدف منها اخفاء قيادة كيم كيونج –هوي الفعلية للبلاد خلال فترات علاج شقيقها من مرض السرطان علما انه قبل وفاته قام كيم يونج ايل بجهود جبارة لاعداد الارضية المناسبة لاستمرار شقيقته كاحد صانعي القرار المهمين وحتى في ظل حكم كيم يونج اون . لقد ازاح قادة كان يمكن ان يعترضوا عليها بما في ذلك مسؤولين كبار مثل لي يونج تشول و لي يي –جانج .

ان حماية حكم سلالة كيم قد اصبح اهم شيء بالنسبة للنظام وهذا كان يعني بالنسبة لكيم كيونج هوي الاشراف على الاقتراحات المقدمة من حزب العمال الكوري والعسكر والحكومة. ان هذا يعني مراجعة وتدعيم السياسات الاخرى والمصادقة عليها بالاضافة الى تحديد التوجه العام لحزب العمال الكوري وعندما يتم تحديد السياسات فإن مهمتها هي المراقبة والاشراف من اجل التحقق من تنفيذها.

أي بعبارة اخرى فإن الحاصل في كوريا الشمالية هو ان معظم القرارات الروتينية التي عادة ما تتخذها الدول في اماكن اخرى لا يمكن تركها لأي شخص – وخاصة لشخص ليس من سلالة كيم . ان اي قرار يمكن ان يؤثر في بقاء النظام عادة ما يتم اتخاذه ضمن السلالة وفي نهاية المطاف عندما يتعلق الامر بالشرعية والخلفية والخبرة والكفاءة فإنه كان ينظر لكيونج هوي كصانع قرار مناسب في سلالة كيم .

انها حياة مذهلة تتضمن قيادة وسيطرة مركزية مطلقة ومن اجل ان تنجح فإنه كان يتفرع عن كيم كيونج هوي ثلاثة خطوط للسلطة – للحزب والعسكر والحكومة المركزية علما ان كل خط يتفرع ليصل الى اصغر جوانب الحياة في كوريا الشمالية.

ان اسلوب حكم كيم كيونج هوي يختلف عن شقيقها الراحل فكيم يونج ايل كان يفضل الحكم العسكري ودفع بالجيش للصدارة بينما اعادت كيم كيونج هوي اساليب والدها مؤسس السلاله كيم ال سونج والذي اعتبر سلطة الحزب على انها اكثر الاساليب سهولة في ممارسة السلطة واكثرها فعالية بحيث يمكن التعويل عليها وخاصة بالنسبة لامرأة كورية شمالية حيث ان سلطة الحزب هي اداة افضل من اجل الحصول على الولاء المطلق الذي تحتاجه سلالة كيم .

لقد عمل كيم يونج –اون اشياء لم يسمع بها من قبل في كوريا الشمالية مثل الاعتراف الصريح بفشل اختبار صواريخ بالاضافة الى اللعب مع ميكي ماوس المنتمي لشركة ديزني والذي يعتبر رمز للثقافة الامريكية العدوة بينما قام ببناء حدائق ترفييهية . لكن يجب على الجميع ان لا يظنوا ان ذلك هو ربيع بيونج يانج فجهود النظام لاخفاء مرة اخرى وجود نقص حاد في المواد الغذائية يظهر ان القيم الجوهرية لم تتغير بالمرة.

ان الابقاء على هذه السياسة مستقرة هو التحدي الاكبر الذي يواجه كيم يونج اون وكيم كيونج هوي فبالرغم من ان من الواضح ان الحكومة ترتكز على الحزب فإن النظام يمكن ان يتداعى وربما ينهار لو لم يتم حل مسألة النقص الغذائي وقررت هياكل السلطة الاخرى ان تتدخل .

لو اخذنا بعين الاعتبار هذه المخاطرة فإن اعتلال صحة كيونج هوي هو عائق مهم . هل سوف ينفذ منها الوقت او هل سوف يتم حل مسألة نقص المواد الغذائية أولا؟ في الوقت الراهن فإن مصير شبه الجزيرة الكورية يعتمد على صحة امرأة واحدة.

Copyright Project Syndicate

يوريكو كويكي عملت سابقا في اليابان كوزيرة للدفاع وكمستشارة للأمن الوطني كما كانت رئيسة سابقة للحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني وهي تعمل حاليا كزعيمة للمعارضة في البرلمان الياباني.

For further information on the topic, please view the following publications from our partners:

The Dear Sister Disappears

A quick break at marching practice North Korea
A quick break at marching practice North Korea. Photo: Joseph A Ferris III/flickr.

TOKYO – The Korean peninsula is stirring. In December, South Koreans will go to the polls to choose President Lee Myung-bak’s successor in what is currently a three-way contest. Meanwhile, China is seeking to seize opportunistically on the recent flare-up of a territorial dispute between South Korea and Japan to court the government in Seoul. But, perhaps most important, one of the pillars of the North Korean dictatorship may now be cracking – at a time when the country must once again cope with a severe, man-made food shortage.

On September 25, the South Korean media reported rumors that Kim Kyong-hui, the sister of the late “Dear Leader,” Kim Jong-il – and the aunt of North Korea’s twenty-something leader Kim Jong-un – was seriously ill. The reports have not been confirmed, but her name was missing from the list of attendees at a recent Supreme People’s Assembly. In secretive North Korea, that seems to be a clear sign that something is afoot. Singapore and China have been mentioned in Asian intelligence circles as possible treatment locations for Kim Kyong-hui.

La amada hermana desaparece de la palestra pública

A quick break at marching practice North Korea
A quick break at marching practice North Korea. Photo: Joseph A Ferris III/flickr.

TOKIO – La península coreana está agitada. En diciembre, los surcoreanos irán a las urnas para elegir al sucesor del presidente Lee Myung-bak, en lo que es actualmente una contienda de tres vías. Mientras tanto, China está tratando de aprovechar de manera oportunista la reciente escalada de tensiones relativa a una disputa territorial entre Corea del Sur y Japón (territorial dispute between South Korea and Japan) para cortejar al gobierno en Seúl. Pero, y quizás lo más importante, uno de los pilares de la dictadura de Corea del Norte ahora se puede estar agrietando – en un momento en que el país debe hacer frente, una vez más, a una escasez grave de alimentos causada por las acciones humanas.El 25 de septiembre la prensa surcoreana informó sobre rumores que indicaban que Kim Kyong-hui, la hermana del difunto “Amado Líder” Kim Jong-il – y tía de Kim Jong-un, el veinteañero líder de Corea del Norte – se encontraba gravemente enferma. Dichos informes no han sido confirmados, pero su nombre no figura en la lista de asistentes a la reciente Asamblea Popular Suprema. En la muy reservada Corea del Norte, esta parece ser una clara señal de que algo se trama. En los círculos de inteligencia de Asia se ha mencionado a Singapur y China como posibles lugares para el tratamiento médico de Kim Kyong-hui.

Después de la muerte de su hermano Kim Jong-il, ocurrida el año pasado, se ha visto con frecuencia a Kim Kyong-hui  acompañando a su sobrino en sus giras de inspección por todo el país. Su repentina desaparición ha provocado mucha especulación acerca de la fragilidad del régimen del “Joven General”; a pesar de sus notorios hábitos de consumo de bebidas alcohólicas, se consideraba de manera amplia a Kim Jong-un como el poder detrás del trono.

Sin duda, la verdad sobre su desaparición permanecerá en las sombras durante algún tiempo. Se dice que Kim Jong-il hubiese muerto repentinamente de un ataque al corazón, a pesar de que ya se había estado muriendo de cáncer por  algún tiempo –  este fue un subterfugio destinado a ocultar el liderazgo de facto de Kim Kyong-hui durante los tratamientos contra el cáncer de su hermano. Además, antes de morir, Kim Jong-il, hizo un esfuerzo supremo para preparar el terreno para su hermana a fin de que ella continúe como la persona clave en la toma de decisiones, incluso bajo el mandato de Kim Jong-un.  Kim Jong-il destituyó a los líderes que hubiesen podido oponerse a su hermana, incluyendo a figuras tan prominentes como Lee Yong-chul y Lee Je-gang.

La protección del mandato de la dinastía Kim se ha convertido en el alfa y el omega del régimen. Para Kim Kyong-hui esto ha significado la supervisión de las propuestas del Partido de los Trabajadores de Corea, las fuerzas armadas y el gobierno. Esto ha significado revisar, complementar y ratificar otras políticas, como también establecer la dirección general del mencionad Partido de los Trabajadores de Corea. Una vez que se establecen las políticas, su tarea es vigilar y supervisar su ejecución.

En otras palabras, en Corea del Norte, muchas de las decisiones más rutinarias adoptadas por otros Estados en otros lugares no se pueden dejar en manos de cualquier persona – especialmente no en las de quienes no pertenecen a la dinastía de los Kim. Cualquier decisión que podría afectar a la supervivencia del régimen se toma dentro de la dinastía, y, en última instancia, debido a razones de legitimidad, antecedentes, experiencia y competencia, se ve a Kyong-hui como la única persona adecuada para la toma de decisiones en el clan Kim.

Esta es una vida vertiginosa de comando y control altamente centralizado. Para tener éxito, tres líneas de poder  emanan de Kim Kyong-hui – estas líneas se dirigen hacia el Partido, hacia las fuerzas armadas y hacia el gobierno central, y cada una de ellas se ramifica hasta llegar a los más pequeños rincones de la vida de Corea del Norte.

Sin embargo, el estilo de mando de Kim Kyong-hui es muy diferente al de su difunto hermano. Kim Jong-il prefería el mando de las fuerzas armadas y empujó al ejército a la vanguardia. Kim Kyong-hui ha retornado a los métodos de su padre Kim Il-sung, el fundador de la dinastía, quien veía el control del Partido como el vehículo más conveniente y efectivo para ejercer el poder. Especialmente en el caso de una mujer norcoreana, el control del Partido es un instrumento mucho más maleable para despertar el tipo de lealtad absoluta que los Kim necesitan.

Kim Jong-un ha hecho algunas cosas nunca antes vistas en Corea del Norte – por ejemplo, admitir francamente el fracaso de una prueba de misiles, y juguetear con el ratón Mickey de Disney, que es un símbolo de la enemiga cultura estadounidense, mientras que él construía parques de atracciones propios. Pero no hay que confundir esto con el surgimiento de una primavera en Pyongyang. En efecto, los esfuerzos del régimen por ocultar, una vez más, una grave escasez de alimentos demuestran que sus valores fundamentales no han cambiado en lo más mínimo.

El mantenimiento de este balance político es el gran desafío que enfrentan Kim Jong-un y Kim Kyong-hui. Porque, aunque el gobierno está ahora claramente centrado en el partido, el régimen aún pudiese perder su estado compacto, y tal vez pudiese colapsar, si la escasez de alimentos no se resuelve y otras estructuras de poder deciden saltar a la palestra.

Ante este riesgo, el estado de salud deficiente de Kyong-hui es un obstáculo significativo. ¿Se le acabará el tiempo a ella, o se resolverá primero la escasez de alimentos? Por ahora, el destino de la península coreana depende de la salud de una mujer.

Traducido del inglés por Rocío L. Barrientos.

Copyright Project Syndicate

Yuriko Koikequien fue ministra de defensa y asesora de seguridad nacional de Japón, es también ex presidenta del Partido Liberal Demócrata de Japón, y en la actualidad es líder de la oposición en el Parlamento de Japón.

For further information on the topic, please view the following publications from our partners:

China’s Post-Cheonan and -Yeonpyeong Policy toward North Korea

Seeing from Above: The Geopolitics of Satellite Vision and North Korea

Faltering Korea–China Relations with the Emergence of the G2 Era


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Security Watch and Editorial Plan.

Disparition d’une sœur bien-aimée

A quick break at marching practice North Korea
A quick break at marching practice North Korea. Photo: Joseph A Ferris III/flickr.

TOKYO – La péninsule coréenne est en effervescence. En décembre, les Coréens du Sud se rendront aux urnes pour élire le successeur du président Lee Myung-bak dans ce qui semble pour le moment être une course à trois. Pendant ce temps, la Chine veut profiter des tensions récentes d’une dispute territoriale entre la Corée du Sud et le Japon pour courtiser le gouvernement en place à Séoul. Mais, plus important encore, l’un des piliers de la dictature de la Corée du Nord pourrait bien être en train de se fissurer ; au moment où le pays est encore une fois aux prises avec une pénurie alimentaire endémique.Le 25 septembre, les médias de la Corée du Sud ont fait état de rumeurs sur les graves problèmes de santé de Kim Kyong-hui, la sœur du « bien aimé leader » Kim Jong-il, et la tante de Kim Jong-eun le président actuel de la Corée du Nord de vingt et quelques années. Ces rumeurs n’ont pas été confirmées, mais son nom n’était pas sur la liste des participants de la dernière Assemblée populaire suprême. Dans une Corée du Nord où règne le secret, il semble que ce soit un signe évident que quelque chose se trame. Dans les milieux du renseignement d’Asie la rumeur voudrait que Kim Kyong-hui soit traitée à Singapour ou en Chine.

Kim Kyong-hui a été souvent vue au côté de son neveu pour ses tournées d’inspection au pays après la mort de son frère l’année dernière, Kim Jong-il. Sa disparition soudaine a déclenché de nombreuses spéculations sur la fragilité du régime du « jeune général »; car malgré son penchant notoire pour l’alcool, elle était largement perçue comme l’éminence grise du règne de Kim Jong-un.

La vérité sur sa disparition restera fort probablement cachée pendant un certain temps. Selon la version officielle, Kim Jong-il aurait succombé à une crise cardiaque, alors qu’il était atteint du cancer depuis longtemps – un subterfuge visant à camoufler le fait que c’était sa sœur Kim Kyong-hui qui dirigeait le pays pendant ses traitements contre le cancer. Qui plus est, avant sa mort, Kim Jong-il a tout fait pour préparer le terrain à cette sœur pour qu’elle puisse continuer à jouer son rôle d’autorité suprême, même sous Kim Jong-un. Il a écarté des dirigeants qui auraient pu s’opposer à elle, notamment des personnalités aussi importantes que Lee Yong-chul et Lee Je-gang.

La préservation du régime dynastique des Kim est devenue l’alpha et l’oméga du régime. Ce qui se traduit par une surveillance étroite par Kim Kyong-hui des propositions issues du Parti coréen des travailleurs (PCT), ainsi que de l’appareil militaire et étatique. Elle était ainsi chargée de réviser, compléter et ratifier les politiques, de même que de l’orientation générale du PCT. Une fois les politiques établies, elle veillait même à leur exécution.

En d’autres termes, la plupart des décisions de routine qui, dans d’autres pays, sont prises par l’exécutif du gouvernement, ne peuvent être confiées à personne en Corée du Nord à moins de faire partie du clan des Kim. Toute décision pouvant affecter la survie du régime est prise au sein de la dynastie. En fin de compte, sur les plans de la légitimité, de l’appartenance au clan, de l’expérience et de la compétence, Kyong-hui est perçue comme la seule personne apte à prendre les décisions au sein du clan Kim.

Il s’agit là d’un véritable tourbillon d’ordres et de contrôles centralisés à l’extrême. Pour réussir, Kim Kyong-hui dispose de trois axes de pouvoir, le parti, l’armée et l’administration centrale, chaque axe d’autorité s’immisçant dans les moindres recoins de la vie en Corée du Nord.

Pourtant, Kim Kyong-hui dirigeait le pays fort différemment que son frère décédé. Kim Jong-Il favorisait le diktat de l’armée en la mettant à l’avant-plan. Kim Kyong-hui, elle, est revenue aux méthodes de son père, Kim Il-sung, le fondateur de la dynastie, qui voyait dans le contrôle du parti le moyen le plus pratique et fiable d’exercer le pouvoir. Pour la dirigeante de facto de la Corée du Nord, le contrôle du parti est un outil plus souple pour obtenir le type de loyauté absolue dont les Kim ont absolument besoin.

Kim Jong-eun a fait des choses inédites jusqu’ici en Corée du Nord : comme admettre l’échec d’un essai de missile, ou parader avec Mickey Mouse, le personnage de Disney, symbole de la culture de l’ennemi américain, tout en construisant ses propres parcs d’attractions. Mais personne ne doit se méprendre : ce ne sont pas là les signes d’un dégel du régime de Pyongyang. En tentant de cacher encore une fois une grave pénurie alimentaire, le régime démontre en fait qu’il n’a pas bougé d’un iota : son seul but est de conserver sa mainmise sur le pouvoir.

Pour Kim Jong-eun et Kim Kyong-hui, le plus grand enjeu est de  maintenir cette politique d’immobilisme. Car, même si à l’heure actuelle le pouvoir gouvernemental gravite exclusivement autour du parti, la situation pourrait bien se dégrader, et le régime s’effondrer, si les pénuries alimentaires ne se règlent pas et que des pouvoirs parallèles décident de combler le vide.

Le fait que Kyong-hui soit en mauvaise santé est un obstacle de taille, car elle risque de manquer de temps pour consolider son pouvoir, à moins que la crise alimentaire se résorbe d’elle-même. Pour l’instant, le sort de la péninsule coréenne dépend de l’état de santé d’une seule femme.

Traduit de l’anglais par Pierre Castegnier

Copyright Project Syndicate

Yuriko Koikeest ex-ministre de la Défense du Japon et conseillère à la sécurité nationale. Elle a également occupé la présidence du Parti libéral démocrate du Japon et est actuellement chef de l’opposition au parlement du Japon.

For further information on the topic, please view the following publications from our partners:

China’s Post-Cheonan and -Yeonpyeong Policy toward North Korea

Seeing from Above: The Geopolitics of Satellite Vision and North Korea

Faltering Korea–China Relations with the Emergence of the G2 Era


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Security Watch and Editorial Plan.