Categories
Uncategorized

ثورة في الخواء

Syrians rally in front of the US Embassy
Syrians rally in front of the US Embassy in Amman, Jordan. Photo: FreedomHouse/flickr.

 مدريد ــ لعل الحرب الباردة انتهت، ولكن التنافس بين القوى العظمى عاد من جديد. ونتيجة لهذا فإن قدرة المجتمع الدولي على التوحد في مواجهة التحديات العالمية الكبرى تظل منقوصة كحالها في أي وقت مضى.

تتجلى هذه الحقيقة بأعظم قدر من الوضوح في الحالة السورية. فالخطة التي كان من المفترض أن تشكل جهداً منسقاً لحماية المدنيين من القمع الوحشي ومحاولة لدفع عجلة التحول السلمي ــ الخطة التي وضعها الأمين العام السابق للولايات المتحدة كوفي أنان ــ تدهورت الآن لكي تتحول إلى حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا.

ويسعى زعماء روسيا (والصين) إلى دعم نظام دولي يعتمد على كفالة السيادة غير المشروطة للدول ويرفض حق التدخل الإنساني الذي استحدثه الغرب. وخوفاً من تسبب الثورات العربية في تحول الأقليات المكظومة إلى التطرف، يرفض زعماء روسيا السماح باستخدام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كوسيلة لتعزيز التغيرات الثورية في العالم العربي. والواقع أن سوريا، التي تُعَد آخر مركز أمامي لروسيا في الحرب الباردة، تشكل أحد الأصول التي لن يتردد الكرملين في بذل قصارى جهده للحفاظ عليه.

ولكن روسيا والصين لا تمثلان المشكلة الوحيدة. فقد كانت الديمقراطيات الناشئة الكبرى مثل البرازيل والهند وجنوب أفريقيا مُحبِطة بشكل خاص في استجابتها للربيع العربي. فالكل نصير صريح لحقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بإدانة أي هجوم دفاعي إسرائيلي على غزة باعتباره “إبادة جماعية”، ولكن هذه البلدان ذاتها لا تقل عن ذلك توحداً في معارضة أي تحرك من جانب مجلس الأمن فيما يخص سوريا، رغم بلوغ القمع هناك مستويات غير عادية من الترويع. ويبدو أن الانتفاضات العربية إما اصطدمت بالتزام هذه الدول بحرمة السيادة الوطنية، أو كانت سبباً في تأجيج مخاوفها من أن يتحول “التدخل الإنساني” إلى مجرد أداة أخرى يفرض بها الشمال هيمنته.

كانت استجابة الغرب أكثر دعماً لتطلعات العرب، ولكنها أيضاً كانت متناقضة وغير منظمة. فلأعوام، انخرطت كل من الولايات المتحدة وأوروبا في ممارسة غير عادية للنفاق السياسي، فبشرت بالتغيير الديمقراطي في حين كانت حريصة على دعم الطغاة العرب. ولم يكن من المستغرب أن يجد زعماء الولايات المتحدة وأوروبا أنفسهم مجردين من الأدوات اللازمة للتعامل مع الثورات العربية.

ولم يكن بوسع أحد منذ اندلاع ثورات الربيع العربي أن يميز أي استراتيجية غربية متماسكة في مواجهة التحديات والشكوك العميقة التي أحاطت بهذه الثورات. بل إن كل حالة على حدة استحثت استجابة مختلفة، إما بسبب القيود التي تفرضها سياسات القوة الدولية، كما هي الحال الآن في التعامل مع سوريا، أو بسبب اعتبارات اقتصادية واستراتيجية، كما كانت الحال في التعامل مع المملكة العربية السعودية والبحرين.

ولم تتخل الولايات المتحدة من جانبها عن حلفائها من الحكام المستبدين، مثل حسني مبارك في مصر وزين العابدين بن علي في تونس على الفور. ولو كان أي من هؤلاء الطُغاة أسرع حركة وأكثر فعالية في قمع الاحتجاجات الجماهيرية الحاشدة، فلعله كان ليبقى في السلطة حتى يومنا هذا ــ وبمباركة الولايات المتحدة. والأمر الواضح أن الولايات المتحدة لم تنقلب عليهم لأنهم حكام مستبدون، بل لأنهم حكام مستبدون غير أكفاء.

ومن ناحية أخرى، يتمكن الشلل من أوروبا بسبب الأزمة المالية التي تهدد وجود الاتحاد الأوروبي ذاته. والواقع أن أدوات السياسة الخارجية التقليدية التي يستعين بها الاتحاد الأوروبي ــ “دعم المجتمع المدني” و”تشجيع التجارة” ــ لا تشكل بديلاً لاستراتيجية واضحة في التعامل مع لعبة القوة الجديدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. ورغم هذا، نجحت أوروبا في إثبات عجزها التام عن تصميم الاستجابة المناسبة للظروف التي تعمل في ظلها الأنظمة الإسلامية بشكل مستقل على صياغة أولوياتها وتتنافس الجهات الخارجية ــ قطر، والمملكة العربية السعودية، وتركيا، وروسيا، والصين، بل وربما إيران ــ لفرض نفوذها بالاستعانة بمزيج غير عادي من الذخيرة المالية والعضلات السياسية.

ولا تملك أوروبا أن تظل على الهامش. فقد كانت “عملية الحامي الموحد” التي نفذتها قوات حلف شمال الأطلسي في ليبيا ناجحة إلى حد كبير بالنسبة للتحالف، ولكن القرار الذي اتخذته أميركا بالسماح لأوروبا بتولي الدور الأساسي في هذه العملية كان أيضاً بمثابة الإشارة إلى اعتزامها “إعادة التوازن” إلى أولوياتها على الصعيد العالمي. ومع عقد الولايات المتحدة النية على تحويل اهتمامها بعيداً عن مجال المصالح الأوروبية الحيوية ومنطقتي البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، وباتجاه آسيا ومنطقة الباسيفيكي، فلم يعد بوسعنا أن نتوقع منها الاضطلاع بدور رائد في حل الأزمات في الفناء الخلفي لأوروبا.

بل إن المخططات الكبرى لمنطقة الشرق الأوسط لم تعد على الأجندة الأميركية. فمنذ انتصار الولايات المتحدة في الحرب الباردة، كانت الهيمنة الأميركية في الشرق الأوسط عبارة عن قصة استثمار محبط وغير مجز في الدم والعرق والثروة. والآن بات بوسعنا أن نتوقع تحولاً نحو واقعية السياسية الخارجية، ويُعَد اللقاء الأخير بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والرئيس الإسلامي المصري محمد مرسي بمثابة الإشارة الواضحة إلى التوجه الأميركي الجديد.

إن الآثار المترتبة على هذا التحول بعيدة المدى. ففي أعقاب الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، نظرت الولايات المتحدة إلى العالم الإسلامي نظرة شبه شمولية من خلال منظور “الحرب العالمية ضد الإرهاب”. ولكن صناع السياسات الآن يعترفون بأن استمرار الأنظمة الاستبدادية العربية العلمانية كان على وجه التحديد السبب وراء تشجيع الإرهاب الإسلامي.

ونتيجة لهذا فإن الفرضية الرئيسية في السياسة الأميركية الحالية تتلخص في أن فقدان الإسلاميين الثقة في جدوى العملية الديمقراطية من شأنه أن يؤدي إلى عواقب سلبية، وأن استعادة الأنظمة القديمة قد تهدد المصالح الغربية بشكل أعظم من أي تهديد قد يفرضه حكم الإخوان المسلمين. والآن تعمل أميركا بحكمة على بناء علاقات عاملة مع الزعماء الإسلاميين الجدد، على أمل أنهم لن يعرضوا اتفاقات السلام التي رعتها الولايات المتحدة في المنطقة (بين إسرائيل والأردن، وبين إسرائيل ومصر) للخطر، ولن يعرقلوا المحاولات الأميركية الرامية إلى وأد طموحات إيران النووية.

لا شك أن تحقيق هذا الأمل ليس بالمهمة السهلة. فمن المحتم أن تستمر الاضطرابات التي تعم المجتمعات العربية لسنوات قادمة، ومن المتوقع أن تسارع القوى الإقليمية والعالمية الناشئة إلى استغلال حالة التشرذم التي يتسم بها النظام الدولي الآن لتعزيز مصالحها في المنطقة. وفي ظل حالة الارتباك التي تعيشها أوروبا الآن، واستعصاء الأزمة النووية الإيرانية على الحلول السلمية، فإن واقعية السياسة الخارجية الأميركية الجديدة قد تعني أيضاً أن الولايات المتحدة سوف تضطر في النهاية، ولو على مضض، إلى إعادة النظر في “استراتيجية إعادة التوازن”.

ترجمة: إبراهيم محمد علي          Translated by: Ibrahim M. Ali

 Copyright Project Syndicate


شلومو بن عامي وزير خارجة إسرائيل الأسبق، ونائب رئيس مركز توليدو الدولي للسلام، ومؤلف كتاب “ندوب الحرب وجراح السلام: المأساة الإسرائيلية العربية”.

For further information on the topic, please view the following publications from our partners:

Preparing for a Post-Assad Syria: What Role for the European Union?

Apocalyptic Musings about Syria

Safe Havens in Syria


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Security Watch and Editorial Plan.

Categories
Uncategorized

Une révolution dans le vide

Syrians rally in front of the US Embassy
Syrians rally in front of the US Embassy in Amman, Jordan. Photo: FreedomHouse/flickr.

MADRID – La guerre froide est peut-être terminée, mais la rivalité entre les superpuissances est de retour. Du coup, la capacité de la communauté internationale à s’unir face aux grands défis mondiaux demeure plus déficiente que jamais.

Ceci n’est nulle part aussi évident que dans le cas de la Syrie. Ce qui était censé être un effort coordonné, visant à protéger les civils contre la répression impitoyable et à promouvoir une transition pacifique – le plan élaboré par l’ancien secrétaire général des Nations Unies, Kofi Annan, a dégénéré en une guerre par procuration entre les États-Unis et la Russie.

Les dirigeants russes (et chinois) cherchent à maintenir un système international qui repose sur la souveraineté inconditionnelle des états et qui rejette le droit d’ingérence sous prétexte humanitaire d’inspiration occidentale. Craignant que les rébellions arabes ne radicalisent leurs propres minorités réprimées, ils refusent que le Conseil de Sécurité des Nations Unies soit utilisé pour promouvoir des changements révolutionnaires dans le monde arabe. La Syrie, dernier avant-poste russe de la Guerre froide, est un atout que le Kremlin fera tout pour maintenir.

Néanmoins, la Russie et la Chine ne sont pas les seuls problèmes. Les grandes démocraties émergentes que sont le Brésil, l’Inde et l’Afrique du Sud ont été particulièrement décevantes dans leur réponse au Printemps arabe. Tous se présentent ouvertement en paladins des droits de l’homme lorsqu’il s’agit de condamner comme «génocide» toute attaque de défense israélienne à Gaza. Mais ils sont tout aussi unis pour s’opposer à une action du Conseil de Sécurité dans le dossier syrien, alors même que la répression devient de plus en plus épouvantable. Soit les soulèvements arabes sont en conflit avec leur engagement envers l’inviolabilité de la souveraineté nationale, soit ils alimentent leur crainte que le concept « intervention humanitaire » ne soit rien d’autre qu’un nouvel outil de domination du nord.

La réponse de l’Occident s’est montrée beaucoup plus favorable aux aspirations de la population arabe mais, aussi, elle a été contradictoire et irrégulière. Pendant des années, tant les États-Unis que l’Europe se sont engagés dans un exercice monumental d’hypocrisie politique, prêchant l’évangile du changement démocratique tout en soutenant les tyrans arabes. Il n’est donc pas surprenant qu’ils se soient retrouvés démunis pour faire face aux révolutions arabes.

En effet, à aucun moment depuis le début du Printemps arabe, il n’a été possible de discerner une stratégie cohérente de l’Occident, capable de répondre à ses nombreux défis et incertitudes. Chaque cas a suscité une réponse différente, en raison tantôt des contraintes de politique d’influence internationale, comme c’est actuellement le cas à l’égard de la Syrie, tantôt des considérations économiques et stratégiques, comme en Arabie saoudite et à Bahreïn.

D’une part, les Etats-Unis n’ont pas voulu abandonner immédiatement leurs alliés autoritaires tels que Hosni Moubarak en Egypte et Zine el Abidine Ben Ali en Tunisie. Pour peu qu’ils aient été plus rapides et efficaces dans la répression des manifestations de masse, ils seraient encore au pouvoir aujourd’hui – avec la bénédiction de l’Amérique. Les Etats-Unis se sont retournés contre eux, non pas parce qu’ils étaient des autocrates, mais parce qu’ils étaient autocrates inefficaces.

D’autre part, l’Europe se trouve paralysée par une crise financière qui menace l’existence même de l’Union Européenne. Les outils traditionnels de la politique étrangère de l’UE – « promouvoir la société civile » et « encourager le commerce » – ne peuvent se substituer à une véritable stratégie en vue de faire face aux nouveaux jeux de pouvoir en Méditerranée. Pourtant, l’Europe s’est avérée totalement incapable de développer une réponse face à la manière dont les régimes islamistes sont en train de façonner leurs priorités de manière tout à fait indépendante, et dont des acteurs externes – le Qatar, l’Arabie Saoudite, la Turquie, la Russie, la Chine, et peut-être même l’Iran – sont en train de rivaliser d’influence grâce à une extraordinaire combinaison de puissance de feu financière et de muscle politique.

L’Europe ne peut pas se permettre de rester à l’écart. L’opération « Unified Protector » de l’OTAN en Libye a été un succès majeur pour l’alliance, mais la décision de l’Amérique de laisser l’Europe assumer le rôle de premier plan a clairement signalé son intention de « rééquilibrer » les priorités mondiales. De plus en plus, les États-Unis cherchent à transférer leur attention de la sphère d’intérêt vital de l’Europe, la Méditerranée et le Moyen-Orient, vers l’Asie et le Pacifique. Il ne faut plus s’attendre à aucune prise d’initiative de leur part dans la résolution des crises dans l’arrière-cour de l’Europe.

En effet, de grands desseins pour le Moyen-Orient ne sont plus à l’agenda de l’Amérique. Depuis sa victoire dans la Guerre froide, l’hégémonie américaine au Moyen-Orient a été une histoire de frustration et de vains investissements de sang, de sueur et d’argent public. On s’attend à présent à un changement de la politique étrangère américaine vers davantage de réalisme ; la récente réunion de la Secrétaire d’Etat américaine Hillary Clinton avec le président islamiste égyptien, Mohamed Morsi, est une indication claire de la nouvelle orientation de l’Amérique.

Les implications d’un tel changement sont considérables. Après les attentats terroristes du 11 Septembre 2001, les Etats-Unis considéraient le monde islamique presqu’exclusivement à travers le prisme de la « guerre mondiale contre le terrorisme ». Aujourd’hui, les décideurs admettent toutefois que c’est précisément la persistance d’autocraties laïques arabes qui a encouragé le terrorisme islamiste.

Par conséquent, le premier principe de la politique américaine actuelle est que la perte de confiance des islamistes dans le processus démocratique pourrait avoir des conséquences néfastes, et que la restauration des anciens régimes pourrait menacer les intérêts occidentaux davantage qu’un gouvernement des Frères Musulmans. Les USA sont maintenant en train d’établir à bon escient des relations de travail avec les nouveaux dirigeants islamistes, dans l’espoir que ceux-ci ne mettent pas en danger les accords de paix négocié par les USA dans la région (Israël – Jordanie et Israël – Egypte), ni n’interfèrent avec la volonté de l’Amérique de freiner les ambitions nucléaires de l’Iran.

La réalisation de cet espoir n’est pas chose aisée. Les turbulences sont vouées à persister dans les sociétés arabes pendant des années à venir. On peut s’attendre à ce que les nouvelles puissances régionales et mondiales cherchent à exploiter la fragmentation de l’ordre international en vue de faire avancer leurs propres intérêts dans la région. L’Europe dans le désarroi et la crise nucléaire de l’Iran résistant toujours à une résolution diplomatique pourraient bien impliquer que les Etats-Unis finissent par être obligés de revoir, à contrecœur, leur « stratégie de rééquilibrage » dans le futur, du moins s’ils veulent poursuivre leur récente politique étrangère de réalisme.

Traduit de l’anglais par Timothée Demont

 Copyright Project Syndicate


Shlomo Ben Ami, ancien ministre israélien des affaires étrangères, est aujourd’hui vice-président du Toledo International Center for Peace. Il est l’auteur de Scars of War, Wounds of Peace: The Israel-Arab Tragedy (Cicatrices de Guerre, Blessures de Paix: La Tragédie Israélo-Arabe).

For further information on the topic, please view the following publications from our partners:

Preparing for a Post-Assad Syria: What Role for the European Union?

Apocalyptic Musings about Syria

Safe Havens in Syria


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Security Watch and Editorial Plan.

China’s Afghan Game Plan

The game of Weiqi
The game of Weiqi. Photo: fabiocosta0305/flickr.

MADRID – In his latest book, On China, Henry Kissinger uses the traditional intellectual games favored by China and the West – weiqi and chess – as a way to reveal their differing attitudes toward international power politics. Chess is about total victory, a Clausewitzian battle for the “center of gravity” and the eventual elimination of the enemy, whereas weiqi is a quest for relative advantage through a strategy of encirclement that avoids direct conflict.

This cultural contrast is a useful guide to the way that China manages its current competition with the West. China’s Afghan policy is a case in point, but it also is a formidable challenge to the weiqi way. As the United States prepares to withdraw its troops from the country, China must deal with an uncertain post-war scenario.

La stratégie chinoise dans le jeu afghan

The game of Weiqi
The game of Weiqi. Photo: fabiocosta0305/flickr.

MADRID – Dans son ultime ouvrage intitulé De la Chine, Henry Kissinger se réfère à ces jeux intellectuels traditionnels de la Chine et de l’Occident que sont respectivement le weiqi et les échecs pour révéler la disparité des attitudes à l’égard de la politique et du pouvoir au niveau international. Les échecs ont pour vocation la victoire totale, à l’issue d’une bataille clausewitzienne pour le « centre de gravité » et l’élimination finale de l’ennemi, tandis que le weiqi consiste en la quête d’un avantage relatif, au travers d’une stratégie d’encerclement ayant vocation à éviter le conflit direct.

Ce contraste culturel nous éclaire avec pertinence sur la manière dont la Chine gère la compétition actuelle qui se joue entre elle et l’Occident. La politique chinoise à l’égard de l’Afghanistan en est une parfaite illustration, de même qu’elle défie formidablement la voie du weiqi. Alors que les États-Unis se préparent à retirer leurs troupes du pays, la Chine doit faire face à l’incertitude du scénario d’après-guerre.

L’Afghanistan revêt un intérêt stratégique vital pour la Chine, bien qu’il ne soit jamais venu à l’esprit des gouvernants de celle-ci de défendre ces intérêts par les armes. Zone de sécurité vitale pour l’ouest de la Chine, l’Afghanistan constitue également un important couloir au travers duquel la Chine est en mesure de sécuriser ses intérêts au Pakistan (l’un de ses alliés traditionnels dans le cadre de la concurrence entre la Chine et l’Inde), et qui lui assure l’accès à un certain nombre de ressources naturelles vitales de la région. De plus, la région chinoise déjà agitée de la province du Xinjiang, à majorité musulmane et bordant l’Afghanistan, pourrait se retrouver dangereusement affectée par une prise de pouvoir des talibans, ou par un démembrement du pays.

Les États-Unis ont mené en Afghanistan la plus longue guerre qu’ils aient connu, pour un coût (à ce jour) dépassant les 555 milliards $, sans parler des dizaines de milliers de victimes civiles afghanes et de la mort de près de 3 100 soldats américains. En revanche, la stratégie de la Chine en Afghanistan s’est principalement concentrée sur le développement de l’activité économique et sur l’effort de satisfaction de son gros appétit pour les ressources énergétiques et minérales. Le département américain de la Défense a évalué les réserves inexploitées de minéraux afghans à 1 000 milliards $. Mais c’est la Chine qui est désormais prête à exploiter la majeure partie de ces ressources.

Le développement, par la Chine, de la mine de cuivre d’Aynak a en effet constitué le plus gros investissement direct étranger dans toute l’histoire de l’Afghanistan. La Chine s’est également engagée dans la construction d’une centrale électrique de 500 millions $ et d’une voie de chemin de fer entre le Tadjikistan et le Pakistan. En décembre dernier, l’entreprise étatique chinoise National Petroleum Corporation a conclu un accord auprès des autorités afghanes, destiné à en faire la première société étrangère à exploiter les ressources afghanes en pétrole et en gaz naturel.

Dès lors que plus aucun bouclier militaire américain ne pourra protéger les intérêts économiques et sécuritaires considérables de la Chine en Afghanistan, les Chinois seront amenés à y assumer un rôle plus significatif, dont les Afghans espèrent qu’il atteindra des « niveaux stratégiques ». La Chine préférerait accomplir cela à la manière chinoise – c’est à dire essentiellement par une démonstration de puissance par cooptation – ou, comme l’a évoqué le gouvernement chinois à l’occasion de la visite officielle du président afghan Hamid Karzai à Pékin au début du mois de juin – au travers de « zones de sécurité non traditionnelles. »

À en juger par l’attitude de la Chine dans d’autres régions du monde, toute éventualité de coopération militaire s’inscrirait dans une extrême modestie et une extrême prudence. La Chine a d’ores et déjà clairement affirmé qu’elle ne contribuerait pas au fonds multilatéral de 4,1 milliards $ destiné à appuyer les forces de sécurité nationale afghanes.

Au lieu de cela, l’accord de coopération bilatérale signé récemment par les deux pays concerne la « préservation de la stabilité nationale de l’Afghanistan » au travers du développement économique et social. La Chine a un penchant particulier pour la lutte contre le trafic de drogue, dans la mesure où le Badakhshan, province afghane située à la frontière du Xinjiang, est devenue le lieu de transit principal de l’opium afghan. Mais la prévention de la contagion, dans la province du Xinjiang, de l’extrémisme religieux inspiré par les Talibans fait également partie des priorités principales.

La Chine a déployé des efforts considérables dans la présentation du récent sommet de l’Organisation de coopération de Shanghai, qui a eu lieu à Pékin et rassemblé la Chine, la Russie, et les principaux pays d’Asie centrale, dans l’objectif de créer un juste équilibre des intérêts entre les acteurs régionaux. En outre, l’OCS a cherché un consensus sur la manière de préserver la région – selon les dires du président chinois Hu Jintao – « contre les chocs engendrés par des turbulence en dehors de la région. »

Pourtant, malgré ses efforts pour afficher une méthode de puissance par cooptation en Afghanistan, il va sans doute être difficile pour la Chine de ne pas s’engager dans le rôle du gendarme d’une région extrêmement complexe et agitée par des conflits historiques. Par ailleurs, le rayonnement régional de la Chine se heurte à celui d’autres puissances régionales, telles que la Russie ou l’Inde. Pas même son propre allié le Pakistan n’est particulièrement enclin à affronter les groupes terroristes qui menacent la sécurité de ses voisins, parmi lesquels la Chine.

Il pourrait bien être extrêmement difficile pour le Pakistan de concilier la sécurité de son allié chinois avec la guerre de facto qu’il mène par procuration avec l’Inde. La Chine pourrait ainsi être contrainte de renforcer sa présence militaire au Pakistan et dans les zones tribales situées le long de la frontière afghane afin de lutter contre les groupes terroristes tels que le Mouvement islamique du Turkestan oriental, basé au Pakistan, que les Chinois considèrent comme responsable d’attentats dans le Xinjiang.

Il est probable que les Chinois privilégient la méthode de la cooptation et du dialogue. En effet, la diplomatie chinoise s’est récemment affairée à mener des négociations trilatérales avec le Pakistan et l’Afghanistan afin de parvenir à une réconciliation avec les Talibans. La Chine ne souhaite pas non plus attiser le conflit entre ses alliés pakistanais et ses rivaux indiens. Au contraire, la Chine soutient depuis des années que le principal problème qui affecte la stabilité de l’Afghanistan n’est autre que la guerre par procuration qui se joue entre l’Inde et le Pakistan, et que la paix au Cachemire constitue par conséquent la clé de la paix en Afghanistan.

La tâche consistant à défendre ses intérêts en Afghanistan après le retrait des États-Unis constituera un défi tout à fait considérable pour la diplomatie chinoise. Il est cependant inconcevable que les Chinois se lancent dans une intervention militaire massive à l’américaine, exercice auquel le monde s’est habitué ces dernières années. Pour la Chine, le défi afghan consistera très certainement en une combinaison du jeu d’échecs et du weiqi.

Traduit de l’anglais par Martin Morel

Copyright Project Syndicate


Shlomo Ben Ami a été ministre israélien des Affaires étrangères et occupe aujourd’hui le poste de vice-président du Centre international de Tolède pour la paix. Il est l’auteur de Scars of War, Wounds of Peace: The Israeli-Arab Tragedy.

For further information on the topic, please view the following publications from our partners:

China’s Silk Road Strategy in AfPak: The Shanghai Cooperation Organization

Karzai’s Balancing Act: Bringing China In?

China’s Soft Power in South Asia


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Security Watch and Editorial Plan.

El plan de juego de China en Afganistán

The game of Weiqi
The game of Weiqi. Photo: fabiocosta0305/flickr.

MADRID – En su último libro, On China, Henry Kissinger utiliza los tradicionales juegos intelectuales favoritos de China y Occidente -el weiqi y el ajedrez- como una manera de poder revelar las actitudes diferentes de estos países en materia de política de poder internacional. El ajedrez tiene que ver con una victoria total, una batalla clausewitziana por el “centro de gravedad” y la eventual eliminación del enemigo, mientras que el weiqi se basa en la búsqueda de una ventaja relativa a través de una estrategia de cerco que evita el conflicto directo.

Este contraste cultural es una guía útil para entender la manera en que China maneja su competencia actual con Occidente. La política afgana de China es un claro ejemplo, pero también es un desafío formidable para la estrategia del weiqi. Conforme Estados Unidos se prepara para retirar sus tropas del país, China debe lidiar con un escenario de posguerra incierto.

Afganistán representa un interés estratégico vital para China; sin embargo, a sus líderes nunca se les ocurrió defender esos intereses a través de la guerra. Afganistán no sólo es una zona de seguridad crítica para la región occidental de China, sino también un importante corredor a través del cual puede poner a salvo sus intereses en Pakistán (un aliado tradicional en la competencia de China con India) y asegurar su acceso a recursos naturales vitales en la región. Es más, la ya convulsionada provincia de Xinjiang, que es mayoritariamente musulmana y linda con Afganistán, podría resultar peligrosamente afectada si los talibán coparan el poder allí o el país se desmembrara.

Estados Unidos libró su guerra más prolongada de la historia en Afganistán, a un costo (hasta la fecha) de más de 555.000 millones de dólares, sin mencionar las decenas de miles de bajas civiles afganas y los cerca de 3.100 soldados estadounidenses que murieron en la contienda. En cambio, la estrategia de China en el país se centró esencialmente en el desarrollo comercial, y en saciar su gigantesco apetito de energía y minerales. El Departamento de Defensa de Estados Unidos valuó los depósitos minerales no explorados de Afganistán en 1 billón de dólares. Pero ahora es China la que está en condiciones de explotar gran parte de estos recursos.

Por cierto, el desarrollo por parte de China de la mina de cobre Aynak fue la mayor inversión extranjera directa en la historia de Afganistán. China también participó en la construcción de una planta eléctrica de 500 millones de dólares y un enlace ferroviario entre Tayikistán y Pakistán. El pasado mes de diciembre, la Corporación Nacional de Petróleo, un organismo estatal chino, firmó un acuerdo con las autoridades afganas que la convertirá en la primera compañía extranjera en explotar las reservas de petróleo y gas natural de Afganistán.

Una vez que los enormes intereses económicos y de seguridad de China en Afganistán queden sin la protección militar de Estados Unidos, los chinos se verán obligados a desempeñar un papel aún más importante allí -los afganos esperan que este papel alcance “niveles estratégicos”-. China preferiría lograr este objetivo a la manera china -es decir, básicamente a través de una demostración de poder blando- o, como dijo el gobierno chino en ocasión de la visita oficial del presidente afgano, Hamid Karzai, a Beijing a comienzos de junio, a través de “áreas de seguridad no tradicionales”.

A juzgar por el comportamiento de China en otras partes del mundo, es factible que cualquier cooperación militar sea extremadamente modesta y cautelosa. China ya dejó en claro que no contribuirá al fondo multilateral de 4.100 millones de dólares para sustentar las fuerzas de seguridad nacional afganas.

Por el contrario, el acuerdo de cooperación bilateral recientemente firmado por los dos países gira en torno a “salvaguardar la estabilidad nacional de Afganistán” a través del desarrollo social y económico. A China le interesa especialmente combatir el narcotráfico, considerando que Badakhshan, la provincia afgana que linda con Xinjiang, se convirtió en la principal ruta de tránsito del opio proveniente de Afganistán. Pero impedir la penetración en Xinjiang del extremismo religioso inspirado en los talibán también sigue siendo una altísima prioridad.

China hizo un gran esfuerzo para presentar la reciente cumbre en Beijing de la Organización de Cooperación de Shanghái, que incluye a China, Rusia y los principales países de Asia central, como un intento por crear un equilibrio justo de intereses entre los actores regionales. Es más, la Organización buscó alcanzar un consenso sobre cómo resguardar la región, según las palabras del presidente chino, Hu Jintao, “de las sacudidas generadas por la turbulencia fuera de la región”.

Sin embargo, por más centrada que esté en la proyección de poder blando en Afganistán, a China probablemente le resulte difícil no verse arrastrada a ejercer el papel de policía en una región extremadamente compleja e históricamente acuciada por el conflicto. Es más, el alcance regional de China choca con el de otras potencias regionales, como Rusia e India. Pakistán, su propio aliado, tampoco está particularmente ansioso por confrontar a los grupos terroristas que amenazan la seguridad de sus vecinos, entre ellos China.

A Pakistán quizá le resulte extremadamente difícil reconciliar la seguridad de su aliado chino con su guerra de poder de facto con India. China entonces se vería obligada a incrementar su presencia militar en Pakistán y en zonas tribales a lo largo de la frontera afgana para contrarrestar a grupos terroristas como el Movimiento Islámico de Turkestán Oriental, basado en Pakistán, que al entender de los chinos es responsable de ataques en Xinjiang.

Lo que preferirían los chinos sería la vía de la cooptación y el diálogo. Por cierto, la diplomacia china ha participado mucho últimamente en conversaciones trilaterales con Pakistán y Afganistán con la intención de alcanzar una reconciliación con los talibán. A China tampoco le interesa agitar el conflicto entre sus aliados paquistaníes y sus rivales indios. Por el contrario, China sostuvo durante años que el principal problema que afecta la estabilidad de Afganistán es la lucha de poder entre India y Pakistán, y que la paz en Cachemira es, por ende, la clave para la paz en Afganistán.

La tarea de defender sus intereses en Afganistán tras el retiro de Estados Unidos es un desafío verdaderamente importante para la diplomacia china. Sin embargo, es inimaginable que los chinos lleven a cabo el tipo de intervención militar masiva al estilo norteamericano al que el mundo se ha acostumbrado en los últimos años. Para China, la contienda afgana muy probablemente termine siendo una combinación muy medida de ajedrez y weiqi.

Copyright Project Syndicate


Shlomo Ben Ami fue ministro de Relaciones Exteriores de Israel y hoy se desempeña como vicepresidente del Centro Internacional Toledo para la Paz. Es el autor de Scars of War, Wounds of Peace: The Israeli-Arab Tragedy.

For further information on the topic, please view the following publications from our partners:

China’s Silk Road Strategy in AfPak: The Shanghai Cooperation Organization

Karzai’s Balancing Act: Bringing China In?

China’s Soft Power in South Asia


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Security Watch and Editorial Plan.