إعادة اختراع الحلم الأوروبي

Bonn - EU flag
EU flag, Bonn. Photo: R/DV/RS/flickr.

 برينستون ــ قد يبدو لنا أنه لا توجد صلة بين أزمة اليورو والاحتفال مؤخراً بيوبيل الملكة إليزابيث. الواقع أن الأمرين معاً يشكلان درساً مهما: قوة السرد الإيجابي ــ واستحالة الفوز من دونه.

في تعليقه على موكب اليوبيل على النهر واستعراض الخيل، تحدث المؤرخ سايمون شاما لهيئة الإذاعة البريطانية عن “الزوارق الصغيرة والأفكار الكبيرة”. كانت الفكرة الأكبر أن الملكية في بريطانيا تخدم كأداة للربط بين ماضي البلاد ومستقبلها بطرق تتجاوز تفاهة وقبح السياسة اليومية. إن تراث الملوك والملكات الذي يمتد عبر أكثر من ألف عام ــ الرمزية الدائمة للتيجان والعربات الملكية، والتجسيد الحرفي للدولة الإنجليزية والآن البريطانية ــ يربط البريطانيين معاً في رحلة مشتركة.

قد يطلق الساخرون على هذا وصف “حيلة الخبز والسيرك القديمة” ــ إلهاء الشعوب بالألعاب السياسية المزخرفة. ولكن النقطة هنا تتلخص في تركيز الأعين والقلوب على سرد من الأمل والهدف ــ لرفع معنويات عامة الناس، وليس إلهاءهم. ولكن هل من المفترض أن يبتنى اليونانيون والأسبان والبرتغاليون وغيرهم من الأوروبيين حقاً برامج التقشف المفروضة عليهم لأن الحكمة السائدة في ألمانيا وغيرها من دول الشمال تعتبرهم مسرفين وكسولين؟ إنها كلمات عداوة، تخلق قدراً عظيماً من الاستياء والانقسام في وقت حيث تشتد الحاجة إلى الوحدة وتقاسم الأعباء.

إن اليونان بشكل خاص تحتاج الآن وسيلة لربط ماضيها بمستقبلها، ولكننا لا نرى مليكاً قادماً إلى اليونان. وباعتبارها مهد الديمقراطية الأول في تاريخ العالم، فإن اليونان يحتاج إلى رموز أخرى للتجديد الوطني غير الصولجانات والمعاطف الملكية. فمن خلال هوميروس تعرف كل القارئين الغربيين تقريباً لأول مرة على عالم البحر الأبيض المتوسط: جزره وشواطئه وشعوبه المترابطة كنسيج وواحد يتألف من الدبلوماسية والتجارة والزواج والزيت والنبيذ والسفن الطويلة. ومن الممكن أن تصبح اليونان مرة أخرى ركيزة لمثل هذا العالم، باستخدام أزمتها الحالية لصياغة مستقبل جديد.

الواقع أن تحقق هذه الرؤية أكثر احتمالاً مما قد يتصور المرء. فطبقاً لبعض التقديرات تحتوي حقول الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط على احتياطيات قد تصل إلى 122 تريليون قدم مكعب، وهذا الاحتياطي يكفي لتزويد العالم بأسره بالغاز لسنة كاملة. وقبالة السواحل اليونانية على بحر إيجة والبحر الأيوني، هناك المزيد من حقول الغاز والنفط الضخمة، والتي تكفي لتحويل وجه الموارد المالية لليونان والمنطقة بأسرها. وتخطط إسرائيل وقبرص الآن لعمليات استكشاف مشتركة؛ كما تناقش إسرائيل واليونان تمديد خط أنابيب؛ وتجري تركيا ولبنان عمليات تنقيب؛ وتخطط مصر لترخيص عمليات الاستكشاف.

ولكن السياسة، كما هي حالها دوما، تتدخل. فجميع البلدان المعنية متورطة في نزاعات بحرية وخلافات سياسية. فالأتراك يعملون مع شمال قبرص، التي لم يعترف أحد باستقلالها غير تركيا، وكثيراً ما يطلقون أصوات التهديد بانتظام بشأن عمليات حفر تقوم بها إسرائيل مع حكومة القبارصة اليونانيين في جمهورية قبرص. وعلى نحو منتظم، يحتجز القبارصة اليونانيون الاتحاد الأوروبي رهينة إزاء أي تعامل مع تركيا، كما تفعل اليونان. ولن يسمح الأتراك للسفن القبرصية بدخول موانئهم، ولم يدر بينهم وبين الإسرائيليين أية محادثات منذ مقتل تسعة مواطنين أتراك على سفينة كانت تسعى إلى اختراق الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة. ولا توجد علاقات دبلوماسية بين لبنان وإسرائيل.

باختصار، نستطيع أن نؤكد أن الثروات وفرص العمل والتنمية التي كانت للتدفق على كل بلدان المنطقة بفضل استغلال موارد الطاقة بشكل مسؤول سوف تحتجب بسبب إصرار كل طرف على الحصول على ما يعتبره نصيباً عادلاً وينكر على أعدائه حق الوصول إلى كل هذا.

وبالتالي فإن صورة مجتمع الطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط تبدو وكأنها محكوم عليها بأن تظل حلماً كاذبا. ولكن شهر يوليو/تموز سوف يوافق الذكرى السنوية الستين للتصديق على معاهدة باريس، التي أسست لإنشاء الجماعية الأوروبية للفحم والصلب بين فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورج بعد ستة أعوام فقط من انتهاء الحرب العالمية الثانية. على مدى الأعوام السبعين السابقة لنهاية الحرب خاضت ألمانيا وفرنسا ثلاث حروب مدمرة ضد بعضهما البعض، وكانت نتيجة آخر حربين تدمير اقتصاد أوروبا بالكامل وهلاك سكانها.

ولم تكن الكراهية والشكوك المتبادلة بين هذه البلدان أقل مرارة وعمقاً من تلك التي تبتلي منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط اليوم. ورغم ذلك، فإن وزير الخارجية الفرنسي روبرت شومان، بمساعدة مستشاره جان مونيه، أعلن خطة تأسيس الجماعة الأوروبية للفحم والصلب في عام 1950، بعد خمسة أعوام فقط من رحيل القوات الألمانية عن باريس، بهدف جعل الحرب ليس فقط أمراً غير وارد بل ومستحيل ماديا. واقترح شومان وضع الإنتاج الفرنسي الألماني من الصلب تحت إشراف سلطة عليا مشتركة، وبالتالي منع الجانبين من استخدام المواد الخام للحرب فيما بينهما، وتمكين الاقتصاد الصناعي المشترك. وأصبحت الجماعة الأوروبية للفحم والصلب بمثابة القلب للاتحاد الأوروبي اليوم.

إن الاتحاد الأوروبي اليوم في وضع لا يحسد عيه، ولكن القليل من الخطوات الملموسة من قِبَل الزعماء الأوروبيين قد يفتح الباب أمام دبلوماسية جريئة بنفس القدر ويمكنها إنعاش اقتصادات الاتحاد الأوروبي ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وتحويل سياسات الطاقة في أوروبا وآسيا. وإذا كان للبرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي أن يتخذا الخطوات اللازمة لجعل تجارة الاتحاد الأوروبي المباشرة مع شمال قبرص موضوعاً لتصويت الأغلبية المؤهلة وليس الإجماع (وبالتالي تستخدم قبرص حق النقض ضدها)، فإن الاتحاد الأوروبي سوف يتمكن من بدء التجارة مع شمال قبرص، وقد تبدأ تركيا التجارة مع قبرص ككل. وقد تؤدي هذه الخطوات بالتالي إلى شراكة بين تركيا وقبرص واليونان في مجال الطاقة تعمل على توفير الحوافز الإيجابية للمصالحة بين تركيا وإسرائيل.

لقد استغرقت خطة شومان عامين قبل أن تتبلور، وعشرة أعوام لتنفيذها. ولكنها منحت الأوروبيين الذين مزقتهم الحرب وألقت بهم إلى مستنقع الفقر المدقع رؤية إيجابية لمستقبل جديد، وهو ما تحتاج إليه بشدة اليونان وقبرص، ناهيك عن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إن زعماء أوروبا لن يتغلبوا على هذه الأزمة بقصف مواطنيهم بلا هوادة بمطالبات كئيبة بالتقشف. بل يتعين عليهم أن يتخذوا خطوات ملموسة، مع اليونان باعتبارها شريكاً كاملاً ومتساويا، من أجل خلق رؤية لمكافآت حقيقية مترتبة على تجدد شباب الاتحاد الأوروبي.

لا يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى نظير للملكة إليزابيث. بل إن ما يحتاج إليه حقاً هو خطة أخرى مماثلة لخطة شومان ومونيه.

ترجمة: إبراهيم محمد علي          Translated by: Ibrahim M. Ali

Copyright Project Syndicate


آن ماري سلوتر المديرة السابقة لتخطيط السياسات لدى وزارة الخارجية الأميركية (2009-2011)، وأستاذة السياسة والشؤون الدولية في جامعة برينستون.

For further information on the topic, please view the following publications from our partners:

Thinking Beyond a Fiscal Union

Escaping Europe’s Catch 22

The Euro Prisoner’s Dilemma


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Security Watch and Editorial Plan.

Reinventando el sueño europeo

Bonn - EU flag
EU flag, Bonn. Photo: R/DV/RS/flickr.

PRINCETON – La crisis del euro y el reciente Jubileo de la reina Isabel parecen no tener nada en común. En rigor de verdad, imparten en conjunto una lección importante: el poder de una narrativa positiva -y la imposibilidad de ganar si esa narrativa no existe.

Haciendo referencia al desfile fluvial y a las carreras de caballos, el historiador Simon Schama habló con la BBC sobre “pequeños botes y grandes ideas”. La mejor idea fue que la monarquía de Gran Bretaña sirve para conectar el pasado del país con su futuro de maneras que trascienden el carácter insignificante y desagradable de la política cotidiana. El legado de los reyes y las reinas que se remontan a más de un milenio -el simbolismo perdurable de coronas y carrozas, y la encarnación literal del estado inglés, hoy estado británico- une a los británicos en un viaje común.

Los cínicos podrían decir que se trata de la antigua rutina de pan y circo. Pero el punto es fijar los ojos y los corazones en una narrativa de esperanza y determinación -para subirle el ánimo a la población, más que para distraerla-. ¿Se supone realmente que los griegos, los españoles, los portugueses y otros europeos deben abrazar un programa de austeridad que les fue impuesto porque el criterio prevaleciente en Alemania y otros países del norte los considera derrochadores y vagos? Esas son palabras combativas, que crean resentimiento y división justo cuando más se necesita estar unido y repartir la carga.

Grecia, en particular, hoy necesita una manera de conectar su pasado con su futuro, pero no hay ninguna monarquía a la vista. Y, por ser la cuna de la primera democracia del mundo, Grecia necesita otros símbolos de renovación nacional que cetros y togas. Es a través de Homero que prácticamente todos los lectores occidentales se adentran por primera vez en el mundo mediterráneo: sus islas y sus playas y sus pueblos, entrelazados por la diplomacia, el comercio, el matrimonio, el petróleo, el vino  y los grandes barcos. Grecia una vez más podría ser un pilar de este mundo, si utiliza su crisis actual para diseñar un futuro nuevo.

Esta visión es más plausible de lo que uno podría pensar. Se estima que los campos de gas natural en el este del Mediterráneo almacenan hasta 122 billones de pies cúbicos, lo suficiente para abastecer a todo el mundo por un año. En el Mar Egeo y en el Mar Jónico, frente a las costas griegas, hay más campos de gas y de petróleo que alcanzarían para transformar las finanzas de Grecia y de toda la región. Israel y Chipre están planeando una exploración conjunta; Israel y Grecia están analizando la posibilidad de un oleoducto; Turquía y el Líbano están evaluando las posibilidades; y Egipto está planeando una exploración bajo licencia.

Sin embargo, la política, como siempre, interviene. Todos los países involucrados tienen disputas marítimas y desacuerdos políticos. Los turcos están trabajando con Chipre del Norte, cuya independencia sólo ellos reconocen, y regularmente hacen ruidos amenazadores sobre una perforación de Israel con el gobierno chipriota griego de la República de Chipre. Los chipriotas griegos regularmente tienen a la UE de rehén sobre cualquier negociación con Turquía, al igual que Grecia. Los turcos no dejan entrar a los barcos chipriotas a sus puertos y no se han sentado a la mesa de negociaciones con los israelíes desde que nueve ciudadanos turcos fueron asesinados en un barco que intentó romper el bloqueo de Gaza por parte de Israel. El Líbano e Israel no tienen relaciones diplomáticas.
En resumidas cuentas, las riquezas, los empleos y el desarrollo que beneficiarían a todos los países de la región como consecuencia de una explotación energética responsable bien pueden verse bloqueados por la insistencia de cada uno de ellos de obtener lo que considera una parte justa del acuerdo y negarles el acceso a sus enemigos.

La visión de una Comunidad Energética Mediterránea, en consecuencia, parece destinada a seguir siendo un sueño imposible. Sin embargo, en julio se celebrará el 60 aniversario de la ratificación del Tratado de París, que estableció la Comunidad Europea del Carbón y del Acero (CECA) entre Francia, Alemania, Italia, Bélgica, Holanda y Luxemburgo sólo seis años después del fin de la Segunda Guerra Mundial. Durante los 70 años anteriores, Alemania y Francia habían peleado entre sí en tres guerras devastadoras, dos de las cuales, las dos últimas, arruinaron las economías de Europa y diezmaron a su población.

La sospecha y el odio mutuos de estos países no eran menos amargos o menos arraigados que los que afligen a los países del este del Mediterráneo. Sin embargo, el ministro de Relaciones Exteriores francés Robert Schuman, con la asistencia de su asesor Jean Monnet, anunciaron un plan para la CECA en 1950, sólo cinco años después de que las tropas alemanas se habían restirado de París, con el objetivo de “hacer que la guerra no sólo fuera impensable sino materialmente imposible”. Schuman propuso poner la producción de carbón y acero franco-alemana bajo una Alta Autoridad común, impidiendo así que un bando utilizara las materias primas de la guerra contra el otro, y alimentando una economía industrial común. La CECA se convirtió en el núcleo de la Unión Europea de hoy.

La UE hoy está contra las cuerdas, pero unas pocas medidas concretas por parte de los líderes europeos bastarían para abrir las puertas a una diplomacia igualmente audaz que pudiera restablecer las economías de la UE y del Mediterráneo y transformar la política energética de Europa y Asia. Si el Parlamento Europeo y el Consejo Europeo tomaran medidas para que el comercio directo de la UE con Chipre del Norte fuera objeto de una votación mayoritaria calificada en lugar de un consenso (y por lo tanto un veto por parte de Chipre), la UE podría comenzar a hacer negocios con Chipre del Norte, y Turquía podría entablar relaciones comerciales con Chipre en general. Estas medidas podrían, a su vez, conducir a una sociedad energética turca, chipriota y griega que ofrecería incentivos positivos para una reconciliación turco-israelí.

El Plan Schuman demoró dos años en cristalizarse y una década en implementarse. Pero les ofreció a los europeos desgarrados por la guerra y desesperanzadamente pobres una visión positiva de un nuevo futuro, algo que Grecia y Chipre, para no mencionar a los países de Oriente Medio y el norte de Africa, necesitan desesperadamente. Los líderes de Europa no superarán esta crisis aquejando a sus ciudadanos con demandas sombrías de austeridad. Deben tomar medidas concretas en las que Grecia sea un socio pleno y en igualdad de condiciones, a fin de crear una visión de recompensa real de una UE rejuvenecida.

La UE no tiene una reina Isabel. Lo que necesita es otro Schuman y otro Monnet.

Copyright Project Syndicate


Anne-Marie Slaughterex directora de planificación de políticas del Departamento de Estado norteamericano (2009-2011), es profesora de Política y Asuntos Internacionales en la Universidad de Princeton.

For further information on the topic, please view the following publications from our partners:

Thinking Beyond a Fiscal Union

Escaping Europe’s Catch 22

The Euro Prisoner’s Dilemma


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Security Watch and Editorial Plan.

Reinventing the European Dream

Bonn - EU flag
EU flag, Bonn. Photo: R/DV/RS/flickr.

PRINCETON – The euro crisis and Queen Elizabeth’s recent Jubilee seem to have nothing in common. In fact, together they impart an important lesson: the power of a positive narrative – and the impossibility of winning without one.

Commenting on the Jubilee’s river pageant and horse parade, historian Simon Schama talked to the BBC about “little boats and big ideas.” The biggest idea was that Britain’s monarchy serves to connect the country’s past to its future in ways that transcend the pettiness and ugliness of quotidian politics. The heritage of kings and queens stretching back across more than a millennium – the enduring symbolism of crowns and coaches, and the literal embodiment of the English and now the British state – binds Britons together in a common journey.

Réinventons le rêve européen !

Bonn - EU flag
EU flag, Bonn. Photo: R/DV/RS/flickr.

PRINCETON –La crise de l’euro et le récent jubilé de la reine Elisabeth d’Angleterre n’ont semble-t-il rien en commun. Pourtant ils nous rappellent tous deux l’importance et la puissance d’un discours positif et l’impossibilité de réussir s’il fait défaut.

Commentant sur la BBC la parade grandiose de toute une flottille sur la Tamise et le défilé équestre en l’honneur de la reine, l’historien Simon Schama a parlé de “petits bateaux et de grandes idées”. Il voulait dire par là que la monarchie anglaise permet de jeter un pont entre le passé du pays et son futur en transcendant la mesquinerie et la laideur de la politique au jour le jour. L’héritage des rois et des reines qui s’enracine dans plus d’un millénaire (le symbolisme persistant des couronnes et des carrosses, ainsi que l’incarnation littérale de l’Angleterre initialement et de la Grande-Bretagne actuellement) unit l’ensemble des Britanniques autour d’une destinée commune.

Les cyniques diront qu’il n’y a rien de nouveau sous le soleil et qu’il s’agit comme d’habitude de distraire le peuple avec du pain et des jeux. Pourtant l’objectif est d’inspirer et de faire vibrer les cœurs par un discours d’espoir et un projet. Peut-on s’attendre à ce que les Grecs, les Espagnols, les Portugais et d’autres peuples européens se réjouissent d’une austérité qui leur est imposée parce qu’en Allemagne et dans d’autres pays d’Europe du Nord on les traite de fainéants et de gaspilleurs ? Ce sont des mots qui agressent, engendrent le ressentiment et la division au moment où unité et solidarité sont indispensables.

La Grèce notamment doit trouver le moyen de réconcilier son passé et son avenir, mais elle ne dispose d’aucun monarque pour cela. Et en tant que berceau de la plus ancienne démocratie de la planète, il lui faut d’autres symboles de renouveau national que des sceptres et de l’apparat. C’est avec Homère que pratiquement tous les lecteurs occidentaux ont fait connaissance avec le monde méditerranéen : ses îles, ses rivages et ses peuples unis par la diplomatie, le commerce, les mariages, l’huile, le vin et les navires. La Grèce pourrait devenir une fois de plus l’un des piliers de ce monde, si elle utilise la crise qu’elle traverse pour forger un nouvel avenir.

Cette vision n’est pas une douce utopie. Les réserves de gaz naturel de la Méditerranée de l’Est sont estimées à plus de 1000 milliards de m3 – suffisamment pour répondre à la demande mondiale pendant un an. Il y a également du gaz et d’importants gisements de pétrole au large des côtes grecques dans la mer Egée et la mer Ionienne – suffisamment pour transformer du tout au tout la situation financière de la Grèce et de toute la région. Israël et Chypre envisagent une exploration commune, Israël et la Grèce discutent d’un projet de pipeline, la Turquie et le Liban font de la prospection et l’Egypte devrait accorder des licences d’exploration.

Mais comme toujours, la politique intervient. Tous ces pays sont en conflit politique ou maritime. Au sujet de Chypre, les Turcs n’ont de relations qu’avec la République de Chypre du Nord qu’ils sont seuls à reconnaître et ils tiennent un discours menaçant sur les forages entrepris par Israël en collaboration avec le gouvernement de la République de Chypre protégé par la Grèce. Les Chypriotes grecs prennent régulièrement en otage l’UE pour s’opposer à tout accord avec la Turquie, comme l’a fait la Grèce. Les Turcs n’accepteront pas de navires chypriotes dans leurs ports et sont brouillés avec Israël depuis que neuf citoyens turcs ont été tués sur un bateau qui cherchait à rompre le blocus de Gaza par Israël. Le Liban et Israël n’ont pas de relation diplomatique.

Autrement dit les richesses, les emplois et le développement dont pourraient bénéficier les pays de la région grâce à une exploitation responsable de l’énergie leur échappent, car chacun en refuse l’accès à ses ennemis tout en exigeant pour lui la part qu’il estime lui revenir.

Le projet d’une Communauté méditerranéenne de l’énergie semble destinée à rester un rêve. Or ce sera en juillet le 60° anniversaire de la ratification du traité de Paris qui a établit la Communauté européenne du charbon et de l’acier (CECA) entre la France, l’Allemagne, l’Italie, la Belgique, la Hollande et le Luxembourg seulement six ans après la fin de la Deuxième Guerre mondiale. Durant les 70 ans qui ont précédé, l’Allemagne et la France se sont combattues au cours de trois guerres dévastatrices, les deux dernières ruinant les économies du continent européen et décimant sa population.

La haine et la suspicion franco-allemande étaient au moins aussi fortes et aussi enracinées que celle qui existe entre les pays de la Méditerranée de l’Est. Néanmoins le ministre français des Affaires étrangères Robert Schuman et son conseiller Jean Monnet ont annoncé dès 1950 le projet de Communauté européenne, seulement cinq ans après que les troupes allemandes aient quitté Paris. Ils voulaient rendre une nouvelle guerre “non seulement impensable, mais aussi matériellement impossible”. Robert Schuman a proposé de placer la production du charbon et de l’acier sous une Haute autorité commune, empêchant ainsi les deux pays d’utiliser l’un contre l’autre les matières premières destinées à l’armement et amorçant l’émergence d’une économie industrielle commune. La CECA devint ainsi le cœur de l’UE d’aujourd’hui.

L’UE est aujourd’hui sur la corde raide, mais il suffirait que les dirigeants européens prennent quelques mesures pour amorcer une diplomatie tout aussi audacieuse. Ce serait le début de la restauration des économies européennes et méditerranéennes et de la transformation de la politique énergétique de l’Europe et de l’Asie. Si le Parlement européen et le Conseil européen décidaient que les mesures concernant les relations commerciales directes entre l’UE et Chypre du Nord se prennent à la majorité qualifiée plutôt que par consensus (soumises par conséquent au veto de Chypre), l’UE pourrait avoir des relations commerciales avec Chypre du Nord, et la Turquie pourrait faire de même avec Chypre considérée comme un tout. Ces mesures pourraient conduire à un partenariat énergétique entre la Turquie, Chypre et la Grèce et ouvrir la voie à une réconciliation entre la Turquie et Israël.

Il a fallu deux ans pour que le plan Schuman cristallise et une décennie pour qu’il se réalise. Mais à la sortie de la guerre il a insufflé espoir à des peuples européens miséreux, quelque chose dont la Grèce et Chypre, pour ne pas mentionner le Moyen-Orient et les pays d’Afrique du Nord, ont désespérément besoin. Les dirigeants européens ne surmonteront pas cette crise en exigeant de leurs citoyens une austérité qui n’a rien pour soulever l’enthousiasme. Ils doivent prendre des mesures concrètes, avec la Grèce comme partenaire à part entière et considérée d’égale à égale, pour dessiner la vision d’une Union européenne revigorée et porteuse d’espoir. L’union européenne n’a pas de reine Elisabeth. Il lui faut un nouveau Schuman et un nouveau Monnet.

Traduit de l’anglais par Patrice Horovitz

Copyright Project Syndicate

Anne-Marie Slaughter est professeur en sciences politiques et affaires internationales à l’université de Princeton. Elle a été directrice de la prospective au Département d’Etat de 2009 à 2011.

For further information on the topic, please view the following publications from our partners:

Thinking Beyond a Fiscal Union

Escaping Europe’s Catch 22

The Euro Prisoner’s Dilemma


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Security Watch and Editorial Plan.

Mind the Neighbors

Joint UN/AL Special Envoy on Syria briefs press
Kofi Annan, joint UN/AL Special Envoy on Syria briefs press

PRINCETON – The conventional wisdom last week on whether Syria would comply with former United Nations Secretary-General Kofi Annan’s ceasefire plan was that it was up to Russia. We were reverting to Cold War politics, in which the West was unwilling to use force and Russia was willing to keep arming and supporting its client. Thus, Russia held the trump card: the choice of how much pressure it was willing to put on Syrian President Bashar al-Assad to comply with the plan.

If this view were correct, Iran would surely be holding an equally powerful hand. Annan, after all, traveled to Tehran as well. Traditional balance-of-power geopolitics, it seems, is alive and well.

But this is, at best, a partial view that obscures as much as it reveals. In particular, it misses the crucial and growing importance of regional politics and institutions.