قوة ضعف كوريا الشمالية

China - Dandong - DPRK border sign
China – Dandong – DPRK border sign. Photo: Doug/flickr.

 كامبريدج- عندما التقى الرئيس الامريكي باراك اوباما والرئيس الصيني شي جينبينج خلال قمتهم في كالفورنيا في الشهر الماضي كانت كوريا الشمالية موضوع اساسي للمناقشة. لم يكن الموضوع جديدا ولكن النغمة كانت جديدة.

قبل اكثر من عقدين من الزمان وجدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان كوريا الشمالية قد انتهكت اتفاقية الضمانات الخاصة بها وقامت باعادة معالجة البلوتونيوم وبعد ان تخلت كوريا الشمالية سنة 2003 عن الاتفاقية اللاحقة وهي اتفاقية الاطار المتفق عليه والتي فاوضت بشأنها ادارة كلنتون ، قامت بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والانسحاب من اتفاقية عدم الانتشار النووي كما قامت منذ ذلك التاريخ بتفجير ثلاثة اجهزة نووية وقامت باجراء العديد من اختبارات الصواريخ.

لقد قام المسؤولون الامريكيون والصينيون خلال العقدين الماضيين بشكل متكرر بمناقشة تصرفات كوريا الشمالية سرا وفي الاجتماعات العلنية . لقد كان الصينيون يقولون دائما انهم لا يريدون ان تطور كوريا الشمالية اسلحة نووية ولكنهم كانوا يدعون بان لديهم تأثير محدود على النظام هناك بالرغم من كون الصين المورد الاساسي للطعام والوقود لكوريا الشمالية . ان النتيجة كانت مناقشات متكررة معروفة نتائجها مسبقا بحيث لا تحقق الصين والولايات المتحدة الامريكية اكثر من الاعتراف بإن نزع الاسلحة النووية هو هدف مشترك.

ان الصين صادقة في التعبير عن رغبتها في ان تكون شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية ولكن المسألة النووية ليست هي مصدر القلق الرئيس لديها فهي كانت تسعى كذلك لمنع انهيار نظام كوريا الشمالية وما قد ينتج عن ذلك من فوضى على حدودها – ليس فقط تدفق اللاجئين ولكن ايضا احتمالية قيام القوات الكورية الجنوبية او الامريكية بالتحرك الى الشمال.

ان الصين الحائرة بين هذين الهدفين اعطت الاولوية للمحافظة على سلالة عائلة كيم وهذا الخيار ادى الى حدوث مفارقة واضحة : لقد اصبح لكوريا الشمالية وبشكل مفاجىء نفوذا قويا على الصين .

لقد اصبحت كوريا الشمالية  تمتلك ما اطلق عليه ” قوة الضعف ” ففي مواقف مساومة محددة فإن الضعف وخطر الانهيار يمكن ان يصبح مصدرا للقوة فعلى سبيل المثال لو كنت تدين للبنك بمبلغ الف دولار امريكي فإن للبنك تأثيرا عليك ولكن لو كنت تدين للبنك ببليون دولار امريكي فإنك سوف تمتلك قوة مساومة كبيرة عند البنك والصين في هذا السياق هو صاحب البنك الاكثر عرضة للمخاطرة .

ونتيجة لذلك حاولت الصين اقناع كوريا الشمالية باتباع النموذج الصيني المبني على اساس اقتصاد السوق ولكن بسبب مخاوف نظام كيم بإن التحرر الاقتصادي سوف يؤدي في نهاية المطاف الى مطالبات بحريات سياسية اكبر فإن النفوذ الصيني على النظام الكوري الشمالي محدود وكما قال مسؤول صيني في احد المرات وبصراحة مفاجئة” كوريا الشمالية قد اختطفت سياستنا الخارجية “.

لقد زادت كوريا الشمالية من قوتها وذلك عن طريق استغلال ضعفها بشكل جريء. ان قادة الشمال يعلمون ان القوات الكورية الجنوبية والامريكية الاقوى سوف تربح صراعا عسكريا على نطاق واسع ولكن بوجود 15 الف مدفع في المنطقة المنزوعة السلاح والتي تبعد 30 ميلا (48 كيلو متر ) فقط عن العاصمة الكورية الجنوبية سول فإن قادة الشمال يعلمون ايضا ان بامكانهم التسبب باضرار كبيرة للاقتصاد الكوري الجنوبي بينما الشمال ليس لديه الكثير ليخسره .

ان كوريا الشمالية تتمتع بخبرة طويلة في التباهي برغبتها في المجازفة حيث اثارت ازمة سنة 2010 عندما اغرقت سفينة بحرية كورية جنوبية وقصفت جزيرة كورية جنوبية وفي هذا الربيع قامت باجراء اختبار نووي وسلسلة من اختبارات الصواريخ مع ما صاحب ذلك من خطاب قتالي .

يبدو الان ان الصين بدأت تفقد صبرها فهي لديها ثقة اقل بحاكم  كوريا الشمالية الجديد الذي يفتقد للخبرة كيم يونج اون مقارنة بوالده كيم يونج ايل كما بدأ القادة الصينيون بالاقرار بالمخاطر التي تفرضها كوريا الشمالية على الصين .

ان المزيد من الاختبارات النووية يعني ان المطالبة بالاسلحة النووية قد تتزايد في كوريا الجنوبية واليابان وبالاضافة الى ذلك فإنه لو تبع خطاب نظام كيم الحاد في الربيع الماضي استفزازات ضد كوريا الجنوبية مثل تلك التي وقعت سنة 2010 فإن كوريا الجنوبية يمكن ان ترد بقوة مما يعني امكانية تدخل الصين .

ان اشارات التغيير تثير الفضول فبعد المناقشات الصريحة المتعلقة بكوريا الشمالية من قبل الرئيس الصيني شي واوباما قام شي باستضافة قمة مع الرئيسة الكورية الجنوبية بارك جوين هاي بدون ان يلتقي اولا مع حليفه الرسمي الكوري الشمالي وبدلا من ذلك قام اثنين من كبار المسؤولين الكوريين الشماليين لاحقا لذلك بزيارة الصين حيث تم توبيخهما بسبب تصرفات الشمال.

على النقيض من ذلك اصدر شي وبارك بيانا مشتركا اعلنا فيه اهمية التنفيذ الدقيق لقرارات مجلس الامن الدولي والتي تدعو لفرض عقوبات على كوريا الشمالية بالاضافة الى الاتفاقية المتعددة الاطراف لسنة 2005 والتي تفرض على كوريا الشمالية استبدال برامج الاسلحة النووية الخاصة بها بمزايا اقتصادية ودبلوماسية. لقد دعا القائدان لاستئناف المحادثات السداسية المتعلقة بنزع السلاح النووي والتي ما تزال معلقة منذ سنة 2009 .

ماذا سوف يأتي بعد ذلك ما يزال يكتنفه الغموض فكوريا الشمالية قد خففت من حدة خطابها وتصرفاتها ولكن نظام كيم لم يعطي اية اشارة على رغبته في التخلي عن برنامجه للاسلحة النووية والذي يعتبره حيويا من اجل أمن وهيبة النظام وعلى المدى الطويل فإن التغيير الاقتصادي والاجتماعي يمكن ان يساعد في حل هذا الوضع لكن تبقى معضلة الصين انه لو ضغطت بشكل سريع من اجل الاصلاح فإن نظام كيم يمكن ان ينهار.

وازاء هذا الاحتمال فإن من الممكن ان تتخذ الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الجنوبية خطوات من اجل طمأنة الصين بإنها لن تستغل مثل هذا الموقف بتحريك قواتها للحدود الصينية ففي الماضي عندما اقترحت الولايات المتحدة الامريكية محادثات هادئة لمناقشة التخطيط للطوارىء في حالة انهيار النظام ، كانت الصين حذره من اهانة واضعاف كوريا الشمالية ولكن ايجاد صيغة للتحدث عن التخطيط للطوارىء يمكن ان تكون الخطوة القادمة للصين بينما تسعى للتغلب على مأزقها.

Copyright Project Syndicate.

جوزيف س ناي هو استاذ في جامعة هارفارد ومؤلف كتاب القيادة الرئاسية وخلق الحقبة الامريكية.

For additional reading on this topic please see:

Pekings zweigleisige Politik gegenüber Pjöngjang

North Korea and Its Neighbors: A Region on the Brink?

Obama-Park Summit a Critical Opportunity for the US-Korea Alliance


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Weekly Dossiers and Security Watch.

الأدوات المناسبة في السياسة الخارجية

كمبريدج ــ يشكو بعض المنتقدين من أن الرئيس الأميركي باراك أوباما خاض حملته الانتخابية مستعيناً بخطاب ملهم من نوعية “تحويل مسار التاريخ” وما إلى ذلك، ولكن بمجرد توليه للمنصب تبين أنه زعيم برجماتي معني في المقام الأول بعقد الصفقات. وبرغم ذلك فإن أوباما ليس زعيماً فريداً في هذا السياق.

إن العديد من الزعماء يغيرون أهدافهم وأساليبهم على مدار حياتهم المهنية. فهناك أوتو فون بسمارك، أحد أعظم زعماء العالم الذين حولوا مسار التاريخ بالفعل، والذي أصبح إلى حد كبير متدرجاً في قراراته وميالاً إلى الحفاظ على الوضع الراهن بعد تحقيق هدف توحيد ألمانيا. وعلى نحو مماثل، كانت أهداف فرانكلين ديلانو روزفلت وأساليبه في السياسة الخارجية متواضعة وتدريجية في ولايته الرئاسية الأولى، ولكنه أصبح زعيماً تحويلياً في عام 1938 عندما قرر أن أدولف هتلر يمثل تهديداً وجوديا.

إن الزعماء الذين لا يجدون غضاضة في عقد الصفقات يتسمون بقدر أكبر من الفعالية في البيئة المستقرة التي يمكن التنبؤ بها، في حين من المرجح أن يظهر الأسلوب الملهم في فترات التغيير الاجتماعي والسياسي المتقطع. والواقع أن الأهداف التحويلية والأساليب الملهمة التي تبناها زعماء مثل المهاتما غاندي في الهند أو نلسون مانيدلا في جنوب أفريقيا من الممكن أن تؤثر بشكل كبير على النتائج في السياقات السياسية السائلة، وخاصة في الدول النامية في ظل القيود المؤسسية الضعيفة البنية.

وعلى النقيض من هذا فإن تشكيل السياسة الخارجية الأميركية مقيد إلى حد كبير من قِبَل مؤسسات مثل الكونجرس، والمحاكم، والدستور. وبالتالي فإن هذا يجعلنا نتوقع احتمالات أقل لظهور الزعامات التحويلية.

ولكن حتى الدستور الأميركي ملتبس وغير واضح في تحديد صلاحيات الكونجرس والرئيس في السياسة الخارجية. فهو في أحسن الأحوال يخلق ما أطلق عليه أحد الخبراء الدستوريين وصف “الدعوة إلى الصراع”. وعلاوة على ذلك فإن الكثير يعتمد على ظروف خارجية. فلم يسع وودرو ويلسون، وفرانكلين روزفلت، وهاري ترومان إلى تحديد أهداف تحويلية إلا في الرد على أحداث خارجية بعد وصولهم إلى المنصب.

وقد تساعد ظروف الأزمة في تحرير الزعيم الموهوب من القيود المتراكمة التي يفرضها أصحاب المصالح الخاصة والجمود البيروقراطي والتي تكبح القدرة على العمل عادة في النظام الأميركي. ويقال إن بل كلينتون، الذي وقع في شرك الرضا عن الذات في تسعينيات القرن العشرين، كان يحسد فرانكلين روزفلت على ظروف الأزمة التي عايشها في ثلاثينيات القرن العشرين.

ففي مثل هذه المواقف يصبح العمل أكثر سيولة ومرونة. فالزعيم الذي يضع نصب عينيه تحقيق أهداف تحويلية يواجه احتمالات أفضل، والأسلوب الملهم يلقى فرصة أعظم في حشد الأتباع وجعل دورهم أكثر أهمية. على سبيل المثال، استغل جورج دبليو بوش ظروف الأزمة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2011 في خدمة التأكيد على السلطة التنفيذية، فضلاً عن غزو العراق.

ولكن في حين قد تمهد الأوقات العصيبة الساحة أمام الزعماء التحويليين، فإنها لا تعني بالضرورة أن الزعماء الذين يتسمون بالجرأة وحب المخاطرة هم الأنسب دوماً في التصدي للأزمات التي تتسم بها مثل هذه الفترات. فكان الرئيس جورج بوش الأب، خلافاً لابنه، ميالاً إلى عقد الصفقات، ولكنه تبنى سياسة خارجية ناجحة للغاية.

وسواء كانوا تدريجيين أو تحويليين في تحديد أهدافهم، فإن الزعماء يحتاجون إلى مهارات معينة في إدارة القوة الصارمة والقوة الناعمة حتى يتسنى لهم العمل بشكل فعّال. ومن بين مهارات القوة الناعمة الذكاء العاطفي (ضبط النفس والقدرة على استخدام الإشارات العاطفية لجذب الآخرين)؛ والرؤية (صورة جذابة للمستقبل توازن بين المثل والأهداف والقدرات)؛ والتواصل (القدرة على استخدام الكلمات والرموز لإقناع الدائرة الداخلية والجمهور الأوسع). أما في ما يتصل باستخدام موارد القوة الصارمة، فإن الأمر يحتاج إلى اثنتين من المهارات التي تشكل أهمية خاصة: القدرة التنظيمية والكفاءة الميكيافلية في الاستئساد على الآخرين، وشرائهم، والمساومة بهدف تشكيل تحالفات فائزة.

وفي المقام الأول من الأهمية، تتطلب الزعامة الفعّالة الذكاء في التعامل مع مختلف الظروف المحيطة وامتلاك القدرة التشخيصية الحدسية التي تساعد الزعيم في فهم التغيير، وتحديد الأهداف، وترتيب الاستراتيجيات والتكتيكات وفقاً لذلك. وكما أخبرني لي كوان يو مؤسس سنغافورة الحديثة ذات يوم فإن الزعيم لابد أن يكون سريع التعلم، وقادراً على اختبار الواقع، وعلى استعداد لتغيير رأيه بتغير الظروف، والعمل بهدوء في الأزمات.

ويعني الذكاء في التعامل مع الظروف المحيطة القدرة على تمييز الاتجاهات في التصدي للتعقيدات والقدرة على التكيف أثناء محاولة تشكيل الأحداث. وذات يوم أشار بسمارك إلى هذه المهارة بوصفها القدرة على استشعار مقادير الرب في التاريخ، والتعلق بأهداب ثوبه في اكتساح الماضي. أو بعبارة أكثر بساطة، يمتلك الزعماء الذي يتمتعون بالذكاء في التعامل مع الظروف المحيطة قدرة راكبي الأمواج على تكوين الرأي بسرعة والتكيف مع الموجات الجديدة وامتطائها بنجاح.

والزعماء من هذا الصنف لا يتمتعون بالقدرة على تكييف أساليبهم وفقاً لاختلاف المواقف واحتياجات أتباعهم فحسب؛ بل إنهم قادرون أيضاً على خلق تدفقات من المعلومات التي تساعدهم في “تثقيف حسهم الباطني”. وهذا ينطوي على القدرة على إدارة السياسة الجمعية وفهم مواطن القوة لدى مختلف أصحاب المصلحة من أجل إصدار القرار حول متى وكيف يمكن استخدام مهارات عقد الصفقات وإلهام الناس. وهذا هو الجزء العصامي من الحظ.

وتشكل هذه المهارة ضرورة حاسمة في المواقف غير النمطية، عندما يكون طرح الأسئلة المناسبة أكثر صعوبة من الحصول على الأجوبة الصحيحة. والزعماء الذين يتسمون بالذكاء في التعامل مع الظروف المختلفة بارعين في تقديم المغزى أو خريطة الطريق من خلال تحديد وتعريف المشكلة التي تواجهها المجموعة. وهم يفهمون التوتر القائم بين القيم المختلفة التي قد تشتمل عليها أي قضية، ويعرفون كيف يوازنون بين المرغوب والممكن. ويتطلب الذكاء في التعامل مع الظروف المختلفة بشكل خاص القدرة عل فهم الثقافات الجمعية؛ وتوزيع موارد القوة؛ واحتياجات الأتباع ومطالبهم؛ وتدفقات المعلومات؛ والتوقيت.

ويشكل الذكاء في التعامل مع الظروف المختلفة أهمية خاصة في السياسة الخارجية، لأن الزعيم الفعّال لابد أن يفهم بنية الثقافة والقوة لدى المجتمعات الأخرى، وكيف تتفاعل كنظام دولي. وبفضل سنوات من الخبرة في الشؤون الخارجية، كان جورج بوش الأب يتمتع بذكاء بالغ في التعامل مع الظروف المختلفة. وبسبب انعدام الخبرة تقريباً في الشؤون الخارجية فإن جورج دبليو بوش كان يفتقر تماماً إلى هذا النوع من الذكاء. وقد أكدت تلك الفجوة على الفارق بين نجاح الأب وفشل الابن.

ترجمة: مايسة كامل          Translated by: Maysa Kamel

جوزيف س. ناي أستاذ في جامعة هارفارد، ومؤلف كتاب “الزعامة الرئاسية وتأسيس العصر الأميركي”.

© Project Syndicate 1995–2013

This article was originally published by Project Syndicate. It is republished here with their generous permission.


For additional reading on this topic please see:
Carving Out his Place in History
The Power of Diplomacy: US and EU Approaches
Do US Presidents Matter?


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Weekly Dossiers and Security Watch.

L’étoffe des héros en politique étrangère

Certains opposants se plaignent que le Président Barack Obama des Etats-Unis ait fait campagne en utilisant une rhétorique inspirée et une ambition « de bander l’arc de l’histoire » puis qu’il se soit révélé être un leader transactionnel et pragmatique une fois en fonction. Cependant à cet égard, Obama est loin d’être unique.

De nombreux dirigeants changent d’objectifs et de style au cours de leur carrière. L’un des grands leaders transformationnels de l’Histoire, Otto von Bismarck, est devenu en grande partie progressiste et s’est orienté vers le statu quo après avoir réalisé l’unification allemande sous le régime prussien. De même, les objectifs de politique étrangère de Franklin Delano Roosevelt et son style ont été modestes et progressistes lors de son premier mandat présidentiel, mais sont devenus transformationnels en 1938 quand il a décidé qu’Adolph Hitler représentait une menace existentielle.

Le leadership transactionnel est plus efficace dans les environnements stables et prévisibles, alors qu’un style inspiré est plus susceptible d’apparaître dans des périodes de changement politique et social rapide et discontinu. Les objectifs transformationnels et le style inspiré d’un leader comme le Mahatma Gandhi en Inde ou Nelson Mandela en Afrique du Sud peuvent influencer considérablement les résultats dans des contextes politiques fluides, en particulier dans les pays en développement aux contraintes institutionnelles faiblement structurées.

En revanche, la formation de la politique étrangère américaine subit une forte contrainte de la part des institutions du Congrès, de l’appareil administratif et de la constitution. Ainsi nous pourrions nous attendre à de plus rares occurrences de leadership transformationnel.

Mais la Constitution américaine elle-même reste ambiguë quant aux pouvoirs du Congrès et du Président en matière de politique étrangère. Au mieux, elle crée ce qu’un spécialiste en Droit constitutionnel a appelé « une invitation à lutter. » En outre, beaucoup de faits dépendent de conditions extérieures. Woodrow Wilson, Franklin Roosevelt, Harry Truman ont élaboré des objectifs transformationnels seulement pour répondre à des événements extérieurs après leur entrée en fonction.

Les situations de crise peuvent affranchir un leader doué de l’accumulation des contraintes des intérêts particuliers et de l’inertie bureaucratique qui empêchent souvent l’action du système américain. On dit que Bill Clinton, pris dans la complaisance des années 1990, aurait envié la situation de crise de Franklin Roosevelt dans les années 1930.

Dans de telles situations, l’action devient plus fluide. Un leader avec des objectifs transformationnels a de meilleures chances, et un style inspiré est plus susceptible de trouver des partisans réceptifs pour rendre leur rôle plus déterminant. Par exemple, George W. Bush a utilisé les conditions de crise qui ont suivi le 11 Septembre 2001, au service de l’affirmation du pouvoir exécutif, puis à celui de l’invasion de l’Irak.

Mais alors que des périodes d’agitation peuvent préparer le terrain pour des leaders transformationnels, il ne s’ensuit pas que les leaders audacieux et amoureux du risque soient toujours les mieux adaptés pour intervenir dans les crises qui définissent ces périodes. Le président George H. W. Bush, contrairement à son fils, était transactionnel, mais a mis en œuvre une politique étrangère très réussie.

Qu’ils soient transformationnels ou progressistes dans leurs objectifs, les leaders ont besoin,  pour être efficaces, du pouvoir de convaincre et du pouvoir de contraindre. Parmi les compétences du pouvoir de convaincre figurent l’intelligence émotionnelle (la maîtrise de soi et la capacité à utiliser les signaux émotionnels pour séduire), une vision (un portrait attrayant de l’avenir qui concilie les idéaux, les objectifs et les compétences) et communication (la capacité à utiliser les mots et les symboles pour convaincre à la fois un cercle restreint et un public plus large). Pour utiliser les ressources du pouvoir de contraindre, deux compétences sont particulièrement importantes : une capacité organisationnelle et une maîtrise machiavélique de l’intimidation, de l’achat et de la négociation pour former des coalitions victorieuses.

Par-dessus tout, un leadership efficace exige de l’intelligence contextuelle et une capacité intuitive de diagnostic qui permet à un leader de comprendre le changement, de fixer des objectifs et d’élaborer judicieusement des stratégies et des tactiques. Comme me l’a dit une fois Lee Kuan Yew, le père fondateur du Singapour moderne, un chef doit apprendre vite, évaluer la réalité, être prêt à changer d’avis lorsque les conditions changent et agir calmement en temps de crise.

L’intelligence contextuelle implique à la fois une capacité à discerner les tendances sous les apparences de la complexité et de l’adaptabilité, lorsque l’on s’efforce de façonner les événements. Bismarck a mentionné cette compétence comme la capacité à deviner les mouvements de Dieu dans l’Histoire et à saisir l’ourlet de Son habit au moment où Il balaie le passé. D’une manière plus prosaïque, les leaders dotés d’intelligence contextuelle, comme les surfeurs, ont la capacité de juger et de s’ajuster sur de nouvelles vagues et parviennent à s’y accrocher.

Les leaders de ce type non seulement adaptent leur style à la situation et aux besoins de leurs partisans, mais ils créent également des flux d’information qui « éduquent leurs intuitions. » Cela implique la capacité d’estimer la politique des groupes et de comprendre les positions et les points forts des divers intervenants, afin de décider quand et comment utiliser les compétences transactionnelles et d’inspiration. C’est la part de chance sui generis.

Cette compétence est essentielle dans les situations non structurées, où il est souvent plus difficile de poser les bonnes questions que de trouver les bonnes réponses. Les leaders dotés d’intelligence contextuelle sont doués pour donner du sens ou une feuille de route qui définit le problème auquel un groupe est confronté. Ils comprennent les tensions entre les différentes valeurs impliquées dans un problème et savent comment concilier ce que l’on souhaite avec ce qui est faisable. En particulier l’intelligence contextuelle exige une compréhension des cultures des groupes, la distribution des ressources énergétiques, les besoins et des demandes des partisans, les flux d’information et le calendrier.

L’intelligence contextuelle est particulièrement déterminante en politique étrangère, car un leader efficace doit comprendre la culture et la structure du pouvoir d’autres sociétés et leurs interactions avec un système international. Avec des années d’expérience aux affaires étrangères, George H. W. Bush avait une excellente intelligence contextuelle. Avec presque aucune expérience dans les affaires étrangères, « W » n’en avait pas. Cet écart a montré la différence entre la réussite du père et de l’échec du fils.

Traduit de l’anglais par Stéphan Garnier.

Joseph S. Nye est Professeur à l’Université de Harvard et l’auteur de Presidential Leadership and the Creation of the American Era.

© Project Syndicate 1995–2013

This article was originally published by Project Syndicate. It is republished here with their generous permission.


For additional reading on this topic please see:
Carving Out his Place in History
The Power of Diplomacy: US and EU Approaches
Do US Presidents Matter?


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Weekly Dossiers and Security Watch.

The Right Stuff in Foreign Policy

President Barack Obama ponders a question during an interview.

Some critics complain that US President Barack Obama campaigned on inspirational rhetoric and an ambition to “bend the arc of history,” but then turned out to be a transactional and pragmatic leader once in office. In this respect, however, Obama is hardly unique.

Many leaders change their objectives and style over the course of their careers. One of the great transformational leaders in history, Otto von Bismarck, became largely incremental and status quo-oriented after achieving the unification of Germany under Prussian direction. Likewise, Franklin Delano Roosevelt’s foreign-policy objectives and style were modest and incremental in his first presidential term, but became transformational in 1938 when he decided that Adolf Hitler represented an existential threat.

Lo correcto en política exterior

Algunos críticos reclaman que el Presidente de EE.UU. Barack Obama hizo campaña basándose en una retórica inspiradora y la ambición de “inclinar el arco de la historia”, para acabar convirtiéndose en un líder pragmático y transaccional una vez obtenida la presidencia. Sin embargo, en este tema Obama no es ninguna excepción.

Muchos líderes cambian de objetivos y estilo a lo largo de sus carreras. Uno de los grandes transformadores de la historia, Otto von Bismarck, se orientó cada vez más hacia el statu quo y los avances graduales tras lograr la unificación alemana bajo la égida de Prusia. De manera similar, los objetivos y estilo de Franklin Delano Roosevelt eran modestos y progresivos en su primer mandato, pero se volvieron transformacionales en 1938, tras decidir que Adolph Hitler representaba una amenaza existencial para EE.UU.

El liderazgo transaccional es más eficaz en ambientes estables y predecibles, mientras que es más probable que surjan estilos inspiradores en tiempos de cambios políticos y sociales rápidos y discontinuos. Los objetivos transformacionales y el estilo inspirador de un líder como Mahatma Gandhi en India o Nelson Mandela en Sudáfrica pueden influir de manera importante en contextos políticos fluidos, en particular en países en desarrollo con límites institucionales débiles.

En contraste, la estructura de  la política exterior de Estados Unidos se encuentra muy encuadrada por instituciones como el Congreso, los tribunales y la constitución, por lo que deberíamos inclinarnos a esperar de ella menos liderazgos transformacionales.

Sin embargo, incluso la Constitución estadounidense es ambigua acerca de los poderes del Congreso y el presidente en asuntos de política exterior. En el mejor de los casos, crea lo que un experto constitucional denominó “una invitación a luchar”. Más aún, mucho depende de las condiciones externas. Woodrow Wilson, Franklin Roosevelt y Harry Truman desarrollaron objetivos transformacionales únicamente como respuesta a sucesos externos ocurridos tras su llegada al cargo.

Las condiciones de crisis pueden librar a un líder talentoso de los límites que representan los intereses creados y la inercia burocrática que, por lo general, inhiben la acción del sistema estadounidense. Se dice que Bill Clinton, atrapado en los complacientes años 90, envidiaba las condiciones de crisis que rodearon a Franklin Roosevelt en los años 30.

En situaciones así, la acción se vuelve más fluida. Los líderes con objetivos transformacionales tienen más posibilidades de lograrlos, y es más probable que el estilo inspirador encuentre seguidores con capacidad de respuesta y otorgue más relevancia al cargo. Por ejemplo, George W. Bush aprovechó las condiciones de crisis después del 11 de septiembre de 2001 para dar más asertividad al poder ejecutivo, así como invadir Irak.

Sin embargo, si bien los tiempos turbulentos pueden servir de escenario para los líderes transformacionales, no significa que siempre la mejor opción sea contar con líderes atrevidos y arriesgados para abordar las crisis. A diferencia de su hijo, el Presidente George H. W. Bush era transaccional pero llevó a cabo una política exterior muy exitosa.

Sean transformacionales o graduales en sus objetivos, para ser eficaces, los líderes precisan de ciertas habilidades de poder suave y duro. Entre las primeras podemos mencionar la inteligencia emocional (autocontrol y la capacidad de usar señales emocionales para atraer a los demás), visión (una imagen atractiva del futuro en que se equilibren ideales, objetivos y capacidades) y comunicación (la habilidad de usar palabras y símbolos para persuadir tanto a un círculo íntimo como al público más general). Para el uso de los recursos de poder duro, dos habilidades revisten una importancia especial: capacidad organizacional y una aptitud “maquiavélica” para intimidar, comprar y negociar  con el fin de crear coaliciones ganadoras.

Por sobre todo, para un liderazgo eficaz se requiere inteligencia contextual y una habilidad de diagnóstico intuitivo que ayude al líder a comprender el cambio, definir objetivos y alinear estrategias y tácticas de manera adecuada. Como me dijera una vez Lee Kuan Yew, fundador del Singapur moderno, un líder debe aprender rápido, testear la realidad, estar preparado para cambiar de mirada si cambian las condiciones, y actuar con tranquilidad en situaciones de crisis.

La inteligencia contextual implica la capacidad de discernir tendencias en ambientes complejos y adaptabilidad al intentar dar forma a las situaciones. Bismarck se refirió una vez a esto como la habilidad de intuir los movimientos de Dios en la historia y coger el dobladillo de Su ropaje cuando pasa. De manera más prosaica, los líderes con inteligencia contextual, como los surfistas, pueden evaluar y adaptarse a las nuevas olas y subirse a ellas.

Los líderes de este tipo no solamente adaptan su estilo a las situaciones y las necesidades de sus seguidores: también crean flujos de información que “dan sentido a sus corazonadas”. Esto implica la habilidad de evaluar la política de diversos grupos y comprender las posiciones y puntos fuertes de distintos actores, con el fin de decidir cuándo y de qué manera hacer uso de sus habilidades transaccionales e inspiradoras. Es la parte de la suerte que uno mismo se hace.

Esta habilidad es crucial en situaciones no estructuradas, cuando suele ser más complicado formular las preguntas correctas que recibir las respuestas adecuadas. Los líderes dotados con inteligencia contextual pueden dar significado o proporcionar una “ruta que seguir” al definir el problema que enfrenta un grupo. Comprenden las tensiones entre los diferentes valores que componen un problema y cómo equilibrar lo deseable con lo factible. En particular, para la inteligencia contextual es necesario entender las culturas de los grupos, la distribución de los recursos de poder, las necesidades y exigencias de los seguidores, los flujos de información y el sentido de la oportunidad.

La inteligencia contextual es de particular importancia en política exterior, ya que los líderes eficaces deben comprender la cultura y la estructura de poder de otras sociedades, además del modo en que interactúan como sistema internacional. Con años de experiencia en asuntos extranjeros, George H. W. Bush gozaba de una excelente inteligencia contextual. Casi sin experiencia alguna en el ámbito internacional, “W” no la poseía. Y esa brecha demostró ser la diferencia entre el éxito del padre y el fracaso del hijo.

Traducido del inglés por David Meléndez Tormen

Joseph S. Nye es profesor de la Universidad de Harvard y autor de Presidential Leadership and the Creation of the American Era (Liderazgo presidencial y la creación de la era estadounidense).

© Project Syndicate 1995–2013

This article was originally published by Project Syndicate. It is republished here with their generous permission.


For additional reading on this topic please see:
Carving Out his Place in History
The Power of Diplomacy: US and EU Approaches
Do US Presidents Matter?


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Weekly Dossiers and Security Watch.