تشخيص الصحة العالمية

Measles Vaccination in Merawi Province, Ethiopia, courtesy of DFID/Flickr

كورفاليس، أوريجون ــ في البلدان المتقدمة، يعتبر أغلب الناس قدرتهم على الحصول على التشخيص والعلاج في الوقت المناسب من الأمور المسلم بها المفروع منها. وبرغم أن عملية التشخيص ــ التي تتضمن عادة إرسال عينات من الدم أو البول أو الأنسجة إلى المختبر للتحليل ــ قد تكون مرهقة ومكلفة، فلا توجد مشكلة في توفر مقدمي الرعاية الصحية المهرة والمختبرات المتطورة. ونتيجة لهذا فقد تراجع عبء المرض في بلدان العالم المتقدم إلى حد كبير.

وعلى النقيض من هذا، يموت الملايين من الناس في العالم النامي كل عام بسبب أمراض يمكن علاجها مثل الملاريا، نظراً للافتقار إلى المختبرات المتطورة واختبارات التشخيص البديلة. ولكن هناك أسباب وجيهة للتمسك بالأمل: فالتقدم الحادث في علم الموائع الدقيقة من شأنه أن يحول الرعاية الصحية من خلال السماح بنقل اختبار “معيار الذهب” الذي يجري عادة في المختبرات إلى نقطة الرعاية.

إن اختبار نقطة الرعاية الذي يقدم نتائج دقيقة وفي الوقت المناسب من شأنه أن يوفر للفئات السكانية المحرومة القدرة على الوصول إلى التشخيص، وهذا يتيح العلاج في وقت مبكر ويساعد في تجنب سوء العلاج (علاج مرض آخر ذي أعراض مشابهة). ولكن من أجل تحقيق إمكاناتها الكاملة فإن اختبارات نقطة الرعاية لابد أن تضع في الحسبان النطاق الواسع من العوامل التي تؤثر على تطبيقات الرعاية الصحية.

فأولا، ينبغي لاختبار نقطة الرعاية أن يلبي القيود البيئية والتشغيلية الخاصة بالمكان الذي ستستخدم فيه. وقد يتضمن هذا إمدادات الطاقة التي لا يمكن الاعتماد عليها، والظروف البيئية القاسية أو التي لا يمكن التنبؤ بها، ووقت التواصل المحدود بين مقدم الرعاية الصحية والمريض، والافتقار إلى تدريب المستخدمين، والقيود الشديدة التي تفرضها الأسعار، والبنية الأساسية المحلية غير الكافية، والتي من الممكن أن تعرقل صيانة وإصلاح الأدوات المستخدمة.

والواقع أن البيئة التي تجرى فيها اختبارات نقطة الرعاية قد تتراوح بين مقدمي الرعاية الصحية شبه المدربين العاملين في عيادة مزودة بالطاقة الكهربائية وقدرة التبريد إلى فرد غير مدرب في بيئة ليس بها آليات للتحكم في درجة الحرارة أو الرطوبة. ومن أجل ضمان التغطية على أوسع نطاق ممكن، فإن اختبارات نقطة الرعاية لابد أن تكون مصممة بحيث تعمل في بيئة تتمتع بأقل قدر من الموارد.

وعلى نحو مماثل، لابد أن تضع اختبارات نقطة الرعاية في الحسبان متطلبات الاختبارات المختلفة للمرافق السريرية. ففي حين لا يتطلب تشخيص مرض مثل الملاريا سوى نتيجة سلبية أو إيجابية، فإن اختبار الحمل الفيروسي الذي يجري لتحديد احتمال الإصابة بمرض نقص المناعة البشرية لابد أن يقدم ناتج متدرج يشير إلى الكم المكتشف من الفيروس.

ويُعَد اختبار الحمل المنتشر واحداّ من أكثر صيغ اختبار نقطة الرعاية نجاحا، ولا يتطلب هذا الاختبار سوى عينة من البول ويستغرق 15 دقيقة فقط لتسليم النتيجة. وهذه الفئة من الاختبارات التشخيصية السريعة، والتي تستخدم أيضاً مع الأمراض المعدية مثل الملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية، تلبي العديد من المتطلبات الرئيسية لتطبيقات الصحة العالمية: فهي سريعة وغير مكلفة، ومن الممكن إجراؤها بسهولة بواسطة مستخدمين غير مدربين، ولا تحتاج إلى تبريد. ولكنها تفتقر إلى الحساسية اللازمة لتوفير المعلومات التشخيصية الكافية للعديد من الحالات الصحية.

ولهذا السبب، يعمل الباحثون على تطوير اختبارات ورقية أكثر تطورا. على سبيل المثال، هناك فئة جديدة من الأجهزة، في حجم طابع البريد تقريبا، تستطيع تقسيم العينة إلى مناطق متعددة بالاستعانة بتركيبات كيميائية مختلفة، استخدمت لاختبار حالات متعددة ترتبط بالفشل الكبدي في المرضى بنقص المناعة البشرية والسل. وتتضمن أجهزة “الشبكة الورقية” آليات توقيت مدمجة لتمكين الاختبارات الآلية المتعددة الخطوات كتلك المستخدمة في المختبرات، ولكن في هيئة تجعل التخلص منها ممكنا.

وثمة آلية أخرى لتوسيع قدرات الاختبار التشخيصي تستفيد من اتساع رقعة تغطية شبكات الهواتف المحمولة في البلدان النامية. إن الاختبارات التشخيصية السريعة تقتصر إلى حد كبير على التطبيقات التي تتطلب تفسيراً بصريا. ومن الممكن استخدام الهاتف المحمول غير المخصص لالتقاط وإرسال بيانات بالصورة من موقع الاختبار التشخيصي السريع إلى موقع بعيد، حيث يستطيع مقدم الرعاية الصحية أن يقدم المعلومات عن النتائج.

ولكن تنفيذ مثل هذه البرامج يثير مجموعة جديدة من التحديات. فمن أجل ضمان الحصول على نتائج اختبار دقيقة، لابد من معالجة الاختلافات في مواضع الكاميرا من قِبَل المستخدم وظروف الإضاءة في البيئات المختلفة التي قد يجرى فيها الاختبار. (وهناك نهج واعد قيد التطوير الآن وقد يستخدم محولاً لربط الهاتف المحمول غير المخصص بالاختبار التشخيصي السريع).

وعلاوة على ذلك فإن الاختبارات التي يستخدم فيها الهاتف سوف تتطلب التحام البنية الأساسية البرمجية، مثل بروتوكولات الاتصال وإجراءات تحديد الأولوية، بأنظمة الرعاية الصحية. ولابد أيضاً من معالجة القضايا الخاصة بالتوافق بسبب تنوع أجهزة الهاتف المحمول إلى حد كبير.

وأخيرا، سوف يتطلب نشر اختبارات الهواتف المحمولة غير المخصصة بنجاح موافقة المؤسسة الطبية. وتُعَد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية مؤخراً على العديد من الأجهزة الطبية المدعومة بهواتف محمولة غير مخصصة خطوة واعدة.

الآن يجري تطوير اختبارات نقطة الرعاية الفعّالة؛ وسوف يعمل انتشار أجهزة الهاتف المحمول على زيادة قدرات مثل هذه الاختبارات. وتَعِد هذه القدرات الناشئة بتوسيع نطاق التشخيص العالي الجودة وتمديده إلى سكان المناطق النائية، وتحسين الإدارة الصحية، والحد من تكاليف الرعاية الصحية في كل مكان.

ترجمة: مايسة كامل          Translated by: Maysa Kamel

Copyright Project Syndicate


إيلين فو أستاذ في كلية الهندسة الكيميائية والبيولوجية والبيئية في جامعة ولاية أوريجون. وباري لوتز أستاذ في قسم الهندسة الحيوية في جامعة واشنطن.


For additional material on this topic please see:

More Health for the Money

Global Health and the New Bottom Billion

Globalisation and Health


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Weekly Dossiers and Security Watch.

 

Categories
Uncategorized

آسيا وظِل الشرق الأوسط

President Obama During the First U.S.-China Strategic and Economic Dialogue in Washington, July 2009. Source: The White House: A Dialogue with China

تل أبيب ــ في عام 2010، أعلنت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة آنذاك تحول أميركا شرقاً في استراتيجيتها العالمية. والواقع أن “تمحور” الولايات المتحدة باتجاه منطقة آسيا والمحيط الهادئ كان مطلوبا، ليس فقط بسبب التهديد الأمني الذي يفرضه صعود الصين، بل وأيضاً كنتيجة لهوس أميركا المكلف الذي طال أمده بالشرق الأوسط.

لقد ظل الشرق الأوسط لفترة طويلة يفرض على الولايات المتحدة تحديات هائلة، والتي فاقت في نهاية المطاف القدرات الإمبراطورية الأميركية وقوضت الدعم الشعبي. ولكن السؤال الحقيقي الآن هو ما إذا كانت أميركا لا تزال قادرة على ــ وراغبة في ــ التمسك بطموحاتها وادعاءاتها العالمية. فآسيا في نهاية المطاف ليست مسرحاً أقل إجهاداً من الشرق الأوسط في مطالبه والتحديات التي يفرضها. بل وقد يتطلب التعامل مع آسيا التوفيق بين التمحور باتجاه آسيا والتواجد المستمر في الشرق الأوسط، ولو لم يكن ذلك راجعاً إلا إلى  القواسم المشتركة الكثيرة بين المنطقتين.

فبادئ ذي بدء، في هذه المنطقة الزاخرة بالنزاعات الإقليمية والخصومات القديمة التي لا تقل مرارة عن الصراع العربي الإسرائيلي، تواجه أميركا بيئة جيوسياسية تفتقر إلى أي بنية أمنية أو آلية متفق عليها لفض النزاعات. والواقع أن قضايا مثل تقسيم شبه الجزيرة الكورية، والصراع الهندي الباكستاني بشأن كشمير، ومسألة تايوان (التي لن تكون الولايات المتحدة قادرة على الدفاع عنها ضد أي هجوم صيني بحلول عام 2020، وفقاً لدراسة أجرتها في عام 2009 مؤسسة راند) لا تقل عن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني استعصاءً على الحل.

وعلاوة على ذلك فإن آسيا، مثلها في ذلك كمثل الشرق الأوسط، تحولت إلى موطن لسباق تسلح غير منضبط ويشمل القدرات التقليدية وأسلحة الدمار الشامل. فآسيا تضم أربع من أضخم عشر مؤسسات عسكرية على مستوى العالم، وخمس دول آسيوية تُعَد من القوى النووية التامة النضج.

والتطرف الإسلامي أو التوتر العرقي أو الإرهاب ليس حِكراً على الشرق الأوسط. فاليوجور المسلمون المتوترون في الصين، والصراع بين الهندوس والمسلمين في الهند، والتطهير العرقي لمسلمي الروهينجا في ميانمار، وتمرد المسلمين الانفصاليين في جنوب تايلاند، كل هذه أمور تسلط الضوء على نسيج آسيا المعقد الذي يتألف من بقاع ساخنة من المشاكل الدينية والعرقية غير المحلولة.

وعلاوة على ذلك فإن تمحور أميركا باتجاه آسيا يأتي في وقت يتسم بتآكل المصداقية الدولية بشدة بسبب الخلل السياسي الداخلي والأداء المخيب للآمال في الشرق الأوسط. وهذا على سبيل المثال، يفسر المخاوف في اليابان من أن تتوصل الولايات المتحدة في نهاية المطاف إلى تسوية مع الصين بشأن جزر سينكاكو المتنازع عليها (جزر دياويو باللغة الصينية). والواقع أن سعي اليابان إلى إعادة تأسيس قدراتها العسكرية يشكل تصويتاً على ثقتها لمحدودة في حليفتها الولايات المتحدة.

وكان تردد أوباما مؤخراً بشأن استخدام القوة في سوريا سبباً في تشكك العديد في آسيا في إمكانية الاعتماد على أميركا، ليس فقط إذا استخدمت الصين القوة للتأكيد على مطالباتها البحرية، بل وأيضاً إذا نفذت كوريا الشمالية تهديداتها بمهاجمة كوريا الجنوبية. ومن الواضح أن “سياسة الثقة” التي تبناها رئيس كوريا الجنوبية بارك جيون هاي ــ نهج القوة الناعمة في التعامل مع كوريا الشمالية والذي يدعو إلى تعميق التعاون مع الصين، الحليفة الأكثر أهمية لكوريا لشمالية ــ تتمتع بشعبية خاصة.

وكما هي الحال في الشرق الأوسط، فإن علاقات أميركا العسكرية الثنائية في آسيا تكون عادة مع بلدان “صديقة معادية” تشترك في حليف للولايات المتحدة في حين تفتقر بشدة إلى الثقة فيما بينها. والواقع أن اتفاق وزير الدفاع الأميركي تشاك هيجل في أوائل أكتوبر/تشرين الأول مع نظيره الكوري الجنوبي حول استراتيجية الردع الخاصة لم يعد من الممكن الدفاع عنه بعد بضعة أيام فقط، عندما وعدت الولايات المتحدة اليابان بترقية كبيرة لقدراتها العسكرية. ذلك أن كوريا الجنوبية ترى أن هذا الوعد يُعَد بمثابة التفويض لقوة إمبريالية غير نادمة باحتواء الصين.

وفي كل الأحوال فإن الانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط لا يشكل بأي حال وصفة ناجحة لمواجهة صعود الصين في شرق آسيا، نظراً للتشابك المتزايد بين المنطقتين. وفي حين تتمحور الولايات المتحدة باتجاه الشرق، تاركة حلفاءها القدامى مثل المملكة العربية السعودية ومصر في حالة من الاستياء العميق، فإن الصين تتمحور باتجاه الغرب.

فصادرات الصين إلى الشرق الأوسط تفوق بالفعل ضعف صادراتها إلى الولايات المتحدة. وصادراتها السنوية إلى تركيا تبلغ في مجموعها 23 مليار دولار أميركي، والآن أصبحت تشمل إمدادات عسكرية، مثل أنظمة الدفاع الصاروخية غير المتوافقة مع قدرات حلفاء تركيا في منظمة حلف شمال الأطلسي. وإذا استمر تغلغل الصين إلى الشرق الأوسط بالوتيرة الحالية، فقد تتمكن الصين حتى من عرقلة تدفق موارد الطاقة إلى حلفاء أميركا الآسيويين.

في المنافسة العالمية، لابد لمنافسي أي قوة عظمى أن يستغلوا نقاط ضعفها. ومن الواضح أن الأزمة المالية في عام 2008، والتي دمرت جو الغموض المحيط بالبراعة الاقتصادية الغربية، كانت سبباً في تحول ملحوظ في استراتيجية الصين العالمية. وقد بدأ الصينيون في مغازلة فكرة التخلي عن “النهضة السلمية” لصالح ما وصفه الرئيس الصيني السابق هو جين تاو في مؤتمر للدبلوماسيين الصينيين في يوليو/تموز 2009 بإضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية والتعددية القطبية العالمية.

إن الولايات المتحدة، باعتبارها قوة مهيمنة في الشرق الأوسط لسنوات عديدة، لم تتمكن من حل أي من المشاكل الرئيسية في المنطقة بمفردها. وإذا كان لتمحورها باتجاه آسيا أن يتمتع بالمصداقية فسوف يكون لزاماً على الولايات المتحدة في نهاية المطاف على أن تكون واحدة بين عدد من القوى العظمى في آسيا، وشريكاً متساوياً مع الصين واليابان والهند في تشكيل البيئة الاستراتيجية للمنطقة.

ترجمة: مايسة كامل          Translated by: Maysa Kamel

Copyright Project Syndicate


شلومو بن عامي وزير خارجية إسرائيل الأسبق، ونائب رئيس مركز توليدو الدولي للسلام حاليا، ومؤلف كتاب “ندوب الحرب وجراح السلام: المأساة الإسرائيلية العربية”.


For additional material on this topic please see:

The Pivot to Asia and the Future of US-China Relations

The Taiwan Question in Sino‐Israel Relations

China’s Strategic Shift towards the Region of the Four Seas


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Weekly Dossiers and Security Watch.

 

Categories
Uncategorized

La sombra de Oriente Próximo sobre Asia

President Obama During the First U.S.-China Strategic and Economic Dialogue in Washington, July 2009. Source: The White House: A Dialogue with China

Tel Aviv – En 2010, Hillary Clinton, en ese entonces Secretaria de Estado de EE.UU., anunció un giro hacia el este (el llamado “pivote asiático”) de la estrategia global estadounidense. Se hacía necesario no solo por los problemas de seguridad que planteaba el ascenso de China, sino como consecuencia de la prolongada y costosa obsesión de Estados Unidos con Oriente Próximo.

Por largo tiempo, Oriente Próximo ha puesto frente a Estados Unidos  retos formidables que han acabado por superar sus capacidades imperiales y minar su apoyo público interno. Sin embargo, la pregunta de fondo es si cuenta todavía con  la disposición y la capacidad de sostener sus pretensiones globales. Después de todo, Asia no plantea exigencias menores que Oriente Próximo. De hecho, para hacerles frente puede ser necesario conciliar el énfasis en la primera con la continuidad de su presencia en la segunda, aunque sea solo porque ambas regiones tienen tanto en común.

Para comenzar, en una zona llena de disputas territoriales y viejas rivalidades tan amargas como el conflicto árabe-israelí, Estados Unidos se ve ante un entorno geopolítico donde no existe ninguna arquitectura de seguridad ni mecanismo de común acuerdo para solucionar conflictos. La división de la Península de Corea, el conflicto de India y Pakistán sobre Cachemira y el problema de Taiwán (isla que, según un estudio realizado en 2009 por la RAND Corporation, Estados Unidos para 2020 ya no podría defender ante un eventual ataque chino) parecen tan difíciles de tratar como la disputa entre israelíes y palestinos.

Más aún, al igual que en Oriente Próximo, en Asia existe una carrera armamentista descontrolada, tanto en términos de capacidades convencionales como de armas de destrucción masiva. Cuatro de los diez mayores ejércitos del mundo se encuentran en Asia y cinco países asiáticos son potencias nucleares de hecho y derecho.

Oriente Próximo tampoco tiene el monopolio del extremismo islámico, las tensiones étnicas ni el terrorismo. El complejo panorama de problemas étnicos y religiosos no resueltos de Asia se refleja en casos como los rebeldes musulmanes uigures en China, el conflicto entre indios y musulmanes en India, la limpieza étnica de los rohingya musulmanes, los insurgentes secesionistas musulmanes en Filipinas y el movimiento separatista étnico en el sur de Tailandia.

Más aún, el pivote asiático de Estados Unidos ocurre en momentos en que su credibilidad internacional se ve muy socavada por sus disfunciones políticas internas y su desilusionante actuación en Oriente Medio. Por ejemplo, así se puede entender el temor de Japón a que EE.UU. finalmente acabe por llegar a un acuerdo con China sobre la disputa de las Islas Senkaku (islas Diaoyu en chino). De hecho, el impulso nipón a iniciativas para restablecer su propia capacidad militar es un voto de confianza limitada en su aliado estadounidense.

El que Obama haya acabado por renunciar al uso de la fuerza en Siria ha dejado a muchos en Asia cuestionándose si pueden depender de Estados Unidos, no solo si China recurre a la fuerza para sus reclamos marítimos, sino también si Corea del Norte llegase a concretar sus amenazas de atacar al Sur. No es casual que tenga bastante popularidad la política del Presidente surcoreano, Park Geun-hye de la “Trustpolitik”, es decir, un acercamiento hacia Corea del Norte con énfasis en el poder blando a través de una profundización de la colaboración con China, su aliado más importante.

Al igual que en Oriente Medio, las relaciones militares bilaterales de Estados Unidos a menudo con “amigos-enemigos”, países con los que comparte una alianza a pesar de una gran desconfianza mutua. El acuerdo que a principios de octubre alcanzara el Secretario de Defensa de EE.UU., Chuck Hagel, con su contraparte surcoreano sobre una estrategia de disuasión se volvió insostenible a los pocos días, cuando Estados Unidos prometió a Japón una modernización masiva de sus capacidades militares. Corea del Sur ve este acto como un equivalente a externalizar la disuasión de China a una potencia imperial que no se ha arrepentido de los hechos cometidos en el pasado.

En cualquier caso, la retirada de Estados Unidos de Oriente Próximo poco serviría para contrarrestar el ascenso de China en Asia Oriental, ya que se trata de dos regiones cada vez más interrelacionadas. Mientras Estados Unidos da un giro hacia el este, causando profundo resentimiento en viejos aliados como Arabia Saudita y Egipto, China va girando hacia el oeste.

En la actualidad, las exportaciones chinas a Oriente Próximo más que duplican las de Estados Unidos. En el caso de  Turquía alcanzaron los 23 mil millones de dólares, y ahora incluyen suministros militares, como un sistema antimisiles no compatible con los de sus aliados de la OTAN. Si la penetración de China en Oriente Próximo sigue al ritmo actual, incluso podría llegar a obstruir el flujo de recursos energéticos a los aliados de Estados Unidos en Asia.

En una carrera global, es obvio que los competidores de una superpotencia van a explotar sus debilidades. La crisis de 2008, que hizo añicos el mito de la pericia económica occidental, produjo un importante cambio en la estrategia global de China. Los chinos comenzaron a acariciar la idea de abandonar su “ascenso en paz” en favor de lo que el entonces Presidente Hu Jintao definiera en una conferencia de diplomáticos chinos realizada en julio de 2009 como la “democratización de las relaciones internacionales” y la “multipolaridad global”.

Estados Unidos, aun siendo potencia hegemónica en Oriente Próximo por muchos años, no pudo solucionar por sí mismo ninguno de los grandes problemas de la región. Para que su pivote asiático tenga algún grado de credibilidad, tarde o temprano tendrá que aceptar ser una entre varias grandes potencias en Asia, en igualdad de términos con China, Japón e India para dar forma al entorno estratégico de la región.

Traducido del inglés por David Meléndez Tormen

Copyright Project Syndicate


Shlomo Ben Ami, ex ministro de exteriores de Israel, es en la actualidad vicepresidente del Centro Internacional Toledo por la Paz y autor de Scars of War, Wounds of Peace: The Israel-Arab Tragedy (‘Cicatrices de guerra y heridas de paz. La tragedia árabe-israelí’).


For additional material on this topic please see:

The Pivot to Asia and the Future of US-China Relations

The Taiwan Question in Sino‐Israel Relations

China’s Strategic Shift towards the Region of the Four Seas


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Weekly Dossiers and Security Watch.

 

Categories
Uncategorized

L’ombre de l’Asie au Moyen-Orient

President Obama During the First U.S.-China Strategic and Economic Dialogue in Washington, July 2009. Source: The White House: A Dialogue with China

TEL AVIV – En 2010, la Secrétaire d’Etat des États-Unis d’alors Hillary Clinton a annoncé le déplacement vers l’Est de la stratégie mondiale de l’Amérique. Le « pivot » des Etats-Unis vers la région Asie-Pacifique était nécessaire non seulement en raison des menaces de sécurité constituées par la montée en puissance de la Chine, mais également comme une conséquence de la hantise coûteuse et de longue date des Etats-Unis vis-à-vis du Moyen-Orient.

Le Moyen-Orient représente depuis longtemps des défis redoutables pour les États-Unis, qui ont fini par dépasser les capacités impériales de l’Amérique et par saper le soutien de l’opinion publique. Mais la vraie question est maintenant de savoir si l’Amérique est toujours capable et désireuse de soutenir ses prétentions mondiales. Après tout, l’Asie n’est pas un théâtre d’opérations moins exigeant que le Moyen-Orient. Le prendre en charge pourrait exiger de réconcilier le pivot vers l’Asie avec une présence permanente au Moyen-Orient, ne serait-ce que parce que les deux régions ont beaucoup de choses en commun.

Tout d’abord, dans une région qui regorge de conflits territoriaux et de vieilles rivalités aussi âpres que le conflit israélo-arabe, l’Amérique est confrontée à un environnement géopolitique sans aucune architecture de sécurité, ni aucun mécanisme de résolution des conflits. La division de la péninsule coréenne, le conflit indo-pakistanais au Cachemire et la question de Taïwan (que d’ici 2020 les Etats-Unis ne pourront plus défendre contre une attaque chinoise, selon une étude de 2009 publiée par la RAND Corporation) semblent tout aussi difficiles à traiter que le conflit israélo-palestinien.

En outre, comme le Moyen-Orient, l’Asie abrite une course aux armements incontrôlée qui comprend aussi bien des armes conventionnelles que des armes de destruction massive. Quatre parmi les dix plus grandes armées sont situées en Asie et cinq pays d’Asie sont des puissances nucléaires à part entière.

Le Moyen-Orient n’a pas non plus le monopole de l’extrémisme islamiste, des tensions ethniques ou du terrorisme. Les musulmans ouïgours rétifs de la Chine, le conflit entre hindous et musulmans en Inde, l’épuration ethnique des musulmans Rohingya en Birmanie, l’insurrection musulmane sécessionniste aux Philippines et l’insurrection séparatiste ethnique dans le sud de la Thaïlande mettent en évidence un éventail complexe de zones de conflits religieux et ethniques non résolus en Asie.

En outre, le pivot vers l’Asie des Etats-Unis se produit à un moment où leur crédibilité internationale a été gravement minée par un dysfonctionnement politique national et par leur action décevante au Moyen-Orient. Ceci explique par exemple la peur qu’éprouvent les Japonais  au sujet des Etats-Unis, qui pourraient finalement parvenir à un compromis avec la Chine sur les îles contestées de Senkaku (îles Diaoyu en chinois). En effet, le désir du Japon de rétablir sa propre puissance militaire accorde une confiance limitée à son allié américain.

Les récentes hésitations d’Obama sur le recours à la force en Syrie ont laissé de nombreuses personnes perplexes en Asie : peuvent-elles encore compter sur l’Amérique non seulement si la Chine revendique ses droits maritimes, mais encore si la Corée du Nord met ses menaces à exécution contre la Corée du Sud ? Visiblement, la « Trustpolitik » du Président sud-coréen Park Geun-hye (une approche du type soft-power face à la Corée du Nord qui appelle à une meilleure coopération avec la Chine, le plus important allié du Nord) semble être particulièrement bien accueillie.

Comme au Moyen-Orient, les relations militaires bilatérales de l’Amérique en Asie sont souvent des « frenemies », des pays qui partagent une alliance avec les Etats-Unis tout en se méfiant profondément l’un de l’autre. L’accord du Secrétaire américain à la Défense Chuck Hagel début octobre avec son homologue sud-coréen sur une Stratégie de dissuasion sur mesure est devenu intenable au bout de quelques jours, quand les Etats-Unis ont promis au Japon une amélioration massive de sa puissance militaire. La Corée du Sud considère cela comme équivalent à une externalisation du confinement de la Chine vers une puissance impériale impénitente.

En tout cas, un retrait américain du Moyen-Orient est loin d’être la panacée pour lutter contre la montée en puissance de la Chine en Extrême-Orient, étant donné que les deux régions sont de plus en plus étroitement liées. Alors que les Etats-Unis pivotent vers l’Est, en provoquant chez leurs anciens alliés comme l’Arabie saoudite et l’Egypte un profond ressentiment, la Chine pivote vers l’Ouest.

Les exportations de la Chine vers le Moyen-Orient sont déjà plus de deux fois supérieures à celles des États-Unis. Ses exportations annuelles vers la Turquie s’élèvent à 23 milliards de dollars et comprennent désormais des fournitures militaires, tel qu’un système de défense antimissile qui n’est pas compatible avec ceux des alliés de l’OTAN de la Turquie. Si la pénétration de la Chine au Moyen-Orient persiste au rythme actuel, elle pourrait même être en mesure d’entraver la circulation des ressources énergétiques pour les alliés asiatiques de l’Amérique.

Dans une compétition mondiale, les concurrents d’une superpuissance sont tenus d’exploiter ses faiblesses. La crise financière de 2008, qui a détruit la mystique des prouesses économiques de l’Occident, a conduit vers un changement marqué dans la stratégie mondiale de la Chine. Les Chinois ont commencé à envisager l’idée d’abandonner leur « l’émergence pacifique » en faveur de ce que le Président Hu Jintao a défini lors d’une conférence de diplomates chinois en juillet 2009 comme « la démocratisation des relations internationales » et « la multipolarité mondiale ».

Les États-Unis, puissance hégémonique au Moyen-Orient depuis de nombreuses années, ne pourront probablement résoudre aucun des problèmes majeurs de la région à eux seuls. Si leur pivot vers l’Asie se veut crédible, les Etats-Unis devront finalement accepter d’être une grande puissance parmi d’autres en Asie, un partenaire égal de la Chine, du Japon et de l’Inde pour façonner l’environnement stratégique de la région.

Copyright Project Syndicate


Shlomo Ben Ami, ancien Ministre des Affaires étrangères israélien, est aujourd’hui Vice-président du Centre international pour la paix de Toledo et l’auteur de Scars of War, Wounds of Peace: The Israeli-Arab Tragedy.


For additional material on this topic please see:

The Pivot to Asia and the Future of US-China Relations

The Taiwan Question in Sino‐Israel Relations

China’s Strategic Shift towards the Region of the Four Seas


For more information on issues and events that shape our world please visit the ISN’s Weekly Dossiers and Security Watch.

 

Asia’s Middle Eastern Shadow

President Obama During the First U.S.-China Strategic and Economic Dialogue in Washington, July 2009. Source: The White House: A Dialogue with China

TEL AVIV – In 2010, then-US Secretary of State Hillary Clinton announced America’s eastward shift in global strategy. The United States’ “pivot” to the Asia-Pacific region was required not only because of the security threats posed by the rise of China, but also as a consequence of America’s long and costly obsession with the Middle East.

The Middle East has long confronted the US with formidable challenges, which ultimately exceeded America’s imperial capacities and sapped public support. But the real question now is whether America is still able and willing to uphold its global pretensions. After all, Asia is no less a demanding theater than the Middle East. Indeed, dealing with it might require reconciling the pivot to Asia with an ongoing presence in the Middle East, if only because the two regions have much in common.